خطبة حول ذكرى المولد النبوي الشريف
خطبة حول ذكرى المولد النبوي الشريف |
خطبةٌ حَوْلَ ذِكْرى الْمَوْلِدِ النَّبَويِّ الشَّريف
عناصر الخطبة:
- انتظار البشرية لمولد النبي صلى الله عليه وسلم
- مولد النبي صلى الله عليه وسلم نعمة عظمى
- ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم ذكرى لتجديد الصلة بخصاله صلى الله عليه وسلم
- ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم ذكرى لتعميق المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم
اقتباس من الخطبة:
- وُلِدَ النبيُّ المصطفَى صلى الله عليه وسلم مُبَشِّراً بِميلادِ عهدٍ جديدٍ يَعُمُّ الخيرُ فيهِ أرجاءَ الكونِ ..
- إنَّ الفرحَ بِمولدِهِ - عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ - فَرَحٌ بالنِّعمةِ العظمَى ..
- ومِنْ مقتضياتِ محبَّتِهِ صلى الله عليه وسلم التَّأَسِّي بِهِ ، والإقتداءُ بأخلاقِهِ وأفعالِهِ وأقوالِهِ وسائِرِ أحوالِهِ
الْخُطْبَةُ الأُولَى:
الحمدُ للهِ الذِي بَعَثَ سيِّدَنَا محمَّداً صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمينَ ، وأخرجَ بهِ النَّاسَ مِنَ الظُّلماتِ إلَى نورِ الحقِّ المبينِ ، وأشهدُ أنْ لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لهُ القائِلُ ـ عزَّ وجلَّ ـ : { هُوَ الذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمُ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ } ، وأشهدُ أنَّ سيِّدَنَا محمَّداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ ، القائلُ عليه الصلاة والسلام :« كَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً ، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً » . رواه الإمام البخاري
اللهمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وبَارِكْ علَى سيِّدِنَا محمَّدٍ ، وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين ، ومَنْ تبعَهُمْ بِإحسانٍ إلَى يومِ الدينِ .
أمَّا بعدُ : فأوصيكُمْ ـ عبادَ اللهِ ـ ونفسِي بتقوَى اللهِ تعالَى وطاعتِهِ ، يقولُ اللهُ ـ سبحانه ـ : { يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولهِ ، يُوتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَـل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ، وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } .
أيُّها الإخوة المسلمونَ : فِي كلِّ عامٍ هجريٍّ تُشرقُ علينَا ذكرَى ميلادِ الرَّحمةِ المهداةِ والنِّعمةِ المسداةِ ؛ ففِي عامِ الفيلِ ، وفِي شهرِ ربيعٍ الأوَّلِ ، وفِي يومِ الإثنينِ ، وُلِدَ النبيُّ المصطفَى صلى الله عليه وسلم مُبَشِّراً بِميلادِ عهدٍ جديدٍ يَعُمُّ الخيرُ فيهِ أرجاءَ الكونِ ، وتنشرُ الرَّحمةُ ظِلالَهَا الوارفةَ علَى الدُّنيا كلِّهَا ، قالَ سبحانَهُ وتعالَى : { قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اِتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ ، وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ ، وَيَهْدِيهِمُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } .
فهذَا النُّورُ الْمُحمَّدِيُّ كانتِ البشريةُ تنتظرُهُ منـذُ دعوةِ أبِي الأنبياءِ إبراهيمَ عليهِ السَّلامُ ، وبشارةِ سيِّدِنَا عيسَى ـ عليهِ وعلَى نبيِّنَا أفضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ .
عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : « أَنَا دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ، وَبِشَارَةُ عِيسَى ، وَرُؤْيَا أُمِّي آمِنَةَ التِي رَأَتْ ، وَكَذَلِكَ أُمَّهَاتُ النَّبِيِّيـنَ يَرَيْـنَ » .
وَأَنَّ أُمَّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْهُ نُورًا أَضَاءَتْ لَهَا قُصُورُ الشَّامِ ، ثُمَّ تَلاَ : { يَا أَيُّهَا النَّبِيءُ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ، وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا } . المستدرك للحاكم
عبادَ اللهِ : إنَّ النَّبيَّ سيِّدَنا محمَّدًا صلى الله عليه وسلم وبعثتَهُ مِنَ النِّعَمِ العظيمةِ الجليلةِ التِي أكرَمَ اللهُ بِهَا الإنسانيةَ كلَّهَا ؛ فكانَتْ ولادتُهُ بركَةً عامَّةً وخاصَّةً ، فقدْ حفِظَ اللهُ البيتَ العتيقَ مِمَّنْ أرادَ هَدْمَهُ ، وَلَمَّا نزلَ- عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ - ديارَ حليمةَ السَّعديةِ مُرضعتِهِ ، كَثُرَ الخيرُ والبركةُ فيهَا ، وأَلَحَّتْ حليمةُ السَّعديةُ علَى أُمِّ الرسُولِ - عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ - آمنةَ بنتِ وهبٍ ، أَنْ تُبْقِيَهُ عندَهَا فترةً أطولَ ، فَلَبَّتْ أمُّهُ طلبَ مُرضعتِهِ .
وهكذَا أشرقَتْ شمسُ النُّبُوَّةِ ، وأنارَتْ للبشريَّةِ دربَهَا ، وبَثَّتْ الرُّوحَ فيهَا ، فأنبتَتْ فِي رياضِ القلوبِ غراسَ الإيمانِ والمحبَّةِ والمودةِ ، وأثمرَتْ فِي طريقِ الإنسانيَّةِ العزَّةَ والوحدةَ ، والكرامةَ والمعرفةَ ، قالَ اللهُ سبحانَهُ : { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُومِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنَ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمُ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ } .
أيُّها الإخوةُ المسلمونَ : إنَّ الفرحَ بِمولدِهِ - عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ - فَرَحٌ بالنِّعمةِ العظمَى ، وقدْ قالَ تعالَى : { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ، هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } ؛ وذِكْرَى ميلادِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فُرْصَةٌ عظيمةٌ تُجَدِّدُ صِلتَنَا وارتبَاطَنَا بالسِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ العَطِرَةِ ، التِي تُمَثِّلُ سبيلَ النَّجاةِ للإنسانيةِ .
فبِالنظَرِ فِي هذِهِ السيرةِ يرَى الإنسانُ صُورةَ التَّوَاضُعِ المقترِنِ بالمهابةِ ، والحياءِ المقترِنِ بالشجاعةِ ، والكَرَمِ الصَّادقِ البعيدِ عَنْ حُبِّ الظُّهورِ ، والأمانةِ المشهورةِ بيْنَ الناسِ ، والصِّدْقِ فِي القولِ والعملِ ، والزُّهْدِ فِي الدُّنيا عندَ إقبالِهَا ، وعدمِ التَّطَلُّعِ إليهَا عندَ إدبارِهَا ، والإخلاصِ للهِ فِي السِّرِّ والعلانيةِ ، معَ فصاحةِ اللسانِ وثباتِ الجَنانِ ، وقُوَّةِ العقلِ وحُسْنِ الفَهْمِ ، والرَّحْمَةِ للكبيرِ والصَّغِير ، ولِينِ الجانِبِ ، وخَفْضِ الجَناحِ ، ورِقَّةِ المشاعِر ، وحُبِّ الصَّفْحِ ، والعفْوِ عَنِ المسيءِ ، والبُعْدِ عَنِ الغِلْظَةِ والجفاءِ والقَسْوَةِ ، والصَّبْرِ فِي موَاطِـــنِ الشِّـــدَّةِ ، والجُــرْأَةِ فِي قَــوْلِ الحــقِّ ، والتَّبَتُّـلِ إلَى اللهِ تبْتيـلاً ، وهذِهِ معانِي الإسلامِ السمحةِ ، يقولُ سبحانَهُ : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ إسْوَةٌ حَسَنَةٌ } .
أيهَا الإخوةُ المسلمونَ : وفِي هذهِ المناسبةِ أيضاً يتجدَّدُ الشوقُ والحنينُ ، وتسمُو مشاعرُ الإيمانِ واليقينِ ، بعظمةِ هذَا النبِيِّ الكريمِ ، فتنبِضُ قلوبُ المؤمنينَ بِحُبِّهِ ، وتلهَجُ ألسنَتُهُمْ بِذِكْرِهِ ، وتتحرَّكُ جوارِحُهُمْ باتِّباعِهِ ، كيفَ لاَ ؟ وحُبُّهُ كمالٌ للإنسانِ ، وعلامةٌ مِنْ علاماتِ الإيمانِ ، فعَنْ أَنَسِ بنِ مالكٍ ـ رضيَ اللهُ عنهُ ـ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :« لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ » . رواه الامام البخاري
وكيفَ لاَ نُحِبُّهُ وهوَ شفيعُنَا ، وأحبُّ إلينَا مِنْ أنفُسِنَا .
فعَنِ أمِّ المومنين عَائِشَةَ ـ رضي الله عنها ـ أَنَّهَا قَالَتْ : لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم طِيبَ نَفْسٍ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ ادْعُ اللَّهَ لِي .
فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنَبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ ، مَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ » ؛ وقَالَ لَهَا : « أَيَسُرُّكِ دُعَائِي ؟ »
فَقَالَتْ : وَمَا لِي لاَ يَسُرُّنِي دُعَاؤُكَ ، فَقَالَ- عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ - : « وَاللَّهِ إِنَّهَا لَدُعَائِي لِأُمَّتِي فِي كُلِّ صَلاَةٍ » . صحيح ابن حبان
ولذلكَ تفاعَلَتْ معَ محبَّتِهِ كلُّ المخلوقاتِ ، وفرحَتْ بمولِدِهِ سائرُ الكائناتِ ، حتَّى رَقَّ لهُ الحيوانُ وَلاَنَ ، وحَنَّ لهُ واستكانَ ، وأحبَّهُ النباتُ والشجرُ ، فبكَى الجذْعُ وحَنَّ إليهِ ، وتَهادَى لهُ الشجَرُ يُظلِّلُهُ ويُسَلِّمُ عليهِ ، وقَدْ ذكرَ الحبيبُ المصطفى صلى الله عليه وسلم حَجَراً بمكةَ ، كانَ يُسَلِّمُ عليهِ قبلَ البعثةِ ، فقَالَ - عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ - : « إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَراً بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ ، إِنِّي لأَعْرِفُهُ الآنَ » . مسلم
فاجتهدُوا ـ عبادَ اللهِ ـ فِي محبَّةِ سيِّدِنا رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بإحياءِ سنتِهِ واتِّباعِ هديِهِ ، وعبِّرُوا عَنْ صِدْقِ محبتِكُمْ لهُ بالشوقِ إليهِ ، وكثرةِ الصَّلاةِ عليهِ .
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : « مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْـدِي يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ » مسلم
واغرسُوا فِي نفوسِ أبنائِكُمْ محبَّةَ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم بتعظيمِهِ وتوقيرِهِ ، والحرصِ علَى الإقتداءِ بأقوالِهِ وأفعالِهِ وأخلاقِهِ ، وطاعتِهِ فِي أوامرِهِ ونواهِيهِ .
اللهمَّ اجعلْنَا علَى منهجِهِ وطريقتِهِ ، وأكرمْنَا بشفاعتِهِ ، وانفعنا بكتابِكَ المُبِينِ وَبِهَدْيِ سيِّدِ الأوَّلينَ والآخِرين ، آمين ، والحمدُ للهِ رَبِّ العالميـن .
الخطبة الثّانية:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على أشْرَفِ الأنبياءِ وإمامِ المُرْسَلين ، وعلى آلِ بَيْتِهِ الطاهِرين ، وأزْواجِهِ أمَّهاتِ المُؤْمِنين ، وعلى التابِعينَ لهُمْ بِإحْسانٍ إلى يَوْمِ الدِّينِ .
أمَّا بعدُ : فاتَّقُوا اللهَ عبادَ اللهِ ، واعلمُوا أنَّنَا مُطالبُونَ بالقيامِ بِحَقِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم علينَا ومنْ حقِّهِ علينَا : أنْ نُحبَّهُ محبَّةً صادقةً تسمُو علَى كُلِّ محبَّةٍ للوالدينِ والأولادِ والأموالِ والنُّفوسِ ، وعلينَا اتِّباعُهُ والتزامُ أوامرِهِ واجتنابِ مَا نَهَى عنْهُ ، قالَ اللهُ تعالَى : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ، وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم } .
وقَالَ- عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ - : « كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ أَبَى .
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ وَمَنْ يَأْبَى ؟
قَالَ : مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى » . البخاري
ومِنْ مقتضياتِ محبَّتِهِ : التَّأَسِّي بِهِ ، والإقتداءُ بأخلاقِهِ وأفعالِهِ وأقوالِهِ وسائِرِ أحوالِهِ .
فاتَّقُوا اللهَ ـ أيُّها المؤمِنونَ ـ ، وأطيعُوا اللهَ والرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمونَ ، وأكثروا من الصَّلاةِ والسَّلامِ على سيِّدِ الأولين والآخِرين ، وإمامِ الأنبياءِ والمرسَلين ، فقد أمركم بذلك ربُّكُمْ في كتابه المبين ، فقال : ــ وهو أصْدَقُ القائلين : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُــوا صَلُّـوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } . .