الدخول المدرسي - خطبة مؤثرة وقصيرة

 الدخول المدرسي - خطبة مؤثرة 

الدخول المدرسي - خطبة مؤثرة وقصيرة
الدخول المدرسي - خطبة مؤثرة 

الدخول المدرسي - خطبة جمعة

بم الله الرحمان الرحيم 
اقتباس من الخطبة:

 معشر الىباء: احرصوا بارك الله فيكم على تعليم أبنائكم وبناتكم، ولا تحرموهم من هذا الحق العظيم، واحتسبوا الأجر عند الله عز وجل فيما تنفقون عليهم لأجل طلب العلم

الخطبة الأولى:

 إِن الحمد لله، نحمده ونستعينه وَنَسْتَغْفِرهُ، ونعوذ بِاللَّه من شرور أَنْفُسنَا، وَمن سيئات أَعمالنَا، من يهده الله فَلَا مضل لَهُ، وَمن يضلل فَلَا هادي لَهُ، وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ...

أما بعد:

معشر المومنين والمومنات: هاهي أيام الإجازة الصيفية قد انقضت، وصحائفها قد انطوت، والساحة الآن لقادم جديد، إنه الموسم الدراسي الجديد، حيث يستقبل فيه المتعلمون ما يلقى إليهم من العلوم، ويستقبل فيه المعلمون من يتلقى عنهم العلوم والآداب والأخلاق، فماذا أعد كل واحد منهم لما يستقبله؟

 عباد الله: بهذه المناسبة نذكر أنفسنا وإياكم ونتواصا ببعض الوصايا، لعلها تكون زادا لنا إلى نيل رضى ربنا عز وجل، إذ لا خير في قوم لا يتناصحون ولا خير في قوم لا يقبلون النصيحة.

  أما الوصية الأولى فللطلبة والطالبات: احرصوا وفقكم الله ما استطاعتم على تحصيل العلم من كل طريق وباب، وابذلوا غاية الجهد لرسوخ العلوم في عقولكم وقلوبهم، واعلموا أنكم بإخلاصكم في طلب العلم تسلكون طريقا إلى الجنة، وأن الملائكة تضع لكم أجنحتها رضا بما تصنعون، ففي سنن ابن ماجة عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، حَتَّى الْحِيتَان فِي الْمَاءِ»، تزودوا بارك الله فيكم بتقوى الله والمحافظة على الصلاة، فلا خير فيكم إن ضيعتم الصلاة،يقول الله عز وجل (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، وتجملوا بالأدب والأخلاق واحترام المعلمين قبل العلم، واطلبوا العلم لترفعوا عن أنفسكم الجهل، وتنفعوا أهليكم ومجتمعاتكم وأمتِكم، ولترتقوا في مدارج الإيمان وتزدادوا خشية لله، قال الله عز وجل (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)، ولتكن بدايتكم جادة مشرقة، ولا تؤجلوا عمل اليوم إلى الغد، وتحلوا بالصبر على طلب العلم وتحصيله، فبالصبر وبذل الجهد تنالوا التفوق والنجاح.

 عباد الله: هذه هي الوصية الأولى، أما الوصية الثانية فللمعلمين الذين يستقبلون الطلبة، اعلموا بارك الله فيكم أن الله اصطفاكم لعمل جليل ومهمة عظيمة، إن أنتم أخلصتم فيها النية لله عز وجل، وأديتموها على أكمل وجه شملتكم رحمة الله عز وجل ورضاه، روى الترمذي والطبراني في الكبير عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا، وَحَتَّى الْحُوتَ فِي الْبَحْرِ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ»

 أيها المعلمون: اتقوا الله في أبناء أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، واعلموا أن العمل الذي تقومون به مسؤولية كبيرة قبل أن تكون وظيفة تتقاضون عليها أجرا، واعلموا بارك الله فيكم، أن أبناء وبنات المسلمين أمانة عظيمة في أعناقكم ستسألون عنها أمام ربكم عز وجل، فقوموا بهذه الأمانة ما استطعتم، وجَمِّلوا ذلك بالأخلاق الحسنة والمعاملة الطيبة، واجعلوا قدوتكم في التربية والتعليم رسولكم صلى الله عليه وسلم، يقول سيدنا معاوية رضي الله عنه يصف تعليمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : «مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَطُّ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، وَاللَّهِ مَا ضَرَبَنِي، وَلَا كَهَرَنِي، وَلَا شَتَمَنِي»، فكونوا بارك الله فيكم أسوة حسنة يُقتَدَى بها في الإنضباط والأخلاق والمعاملة الحسنة، واعلموا إذا انفردتم بطلابكم في حصص التعليم أن الله مطلع عليكم  وسيحاسبكم على ما استرعاكم يوم القيامة، روى الإمام مسلم عن معقل بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ».

 عباد الله: أما الوصية الثالثة فللآباء ولأولياء الأمور: احرصوا بارك الله فيكم على تعليم أبنائكم وبناتكم، ولا تحرموهم من هذا الحق العظيم، واحتسبوا الأجر عند الله عز وجل فيما تنفقون عليهم لأجل طلب العلم، روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ، دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَى دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ»

 نفعني الله واياكم بالقرآن المبين، وبحديث سيد الأولين والآخرين، وغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين 

الخطبة الثانية:

 الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله، وعلى آله ومن والاه، أما بعد :

 معشر الآباء: اعلموا بارك الله فيكم أن أهم ما تهيئون به أبناءكم في مسيرتهم العلمية الأدب والأخلاق الحسنة وتعظيم شأن مجالس العلم والمعلمين، فهذه أم الإمام مالك رحمهما الله، لما كان صغيرا وأرادت أن ترسله لطلب العلم، أوصته قائلة: يابني اذهب إلى مجالس ربيعة، واجلس في مجلسه، وخذ من أدبه قبل أن تأخذ من علمه، ويقول الإمام الشافعي رحمه الله وهو تلميذ الإمام مالك رحمه الله: "كنت أصفح الورقة بين يدي مالك رحمه الله صفحا دقيقا هيبة له، لئلا يسمع وقعها"

 معشر الآباء: صاحبوا أبناءكم وتتبعوا سيرهم أثناء الدراسة واحرصوا لهم على الصحبة الطيبة، فمن الإهمال أن لا يعلم الوالدين رفقاء أبنائهم ومع من يجلسون. فالصاحب ساحب، المرء على دين خليله، روى الإمام أحمد وأبو داود في سننه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ»، ومن الإهمال كذلك أن يترك الوالدين أبناءهم مع هذه الأجهزة المختلفة بلا نظام ولا توجيه، فكونوا بارك الله فيكم أعينا يَقِظة، واعلموا أنكم ستسألون كذلك عنهم أمام الحق عز وجل، كما قال الحبيب المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا»  

 وأكثروا من الصلاة والسلام على شفيع الورى في الموقف العظيم، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سيدنا  محمّد وَعلى آل محمد، كما صلّيت على آل إِبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إِبراهِيم فِي الْعَالمِين، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

الختم بالدعاء ...

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-