شرح نظم نصرة الكتاب - المقدمة

 شرح نظم نصرة الكتاب - المقدمة 

شرح نظم نصرة الكتاب - مقدمة النظم
شرح نظم نصرة الكتاب - مقدمة النظم

شرح نظم نصرة الكتاب - مقدمة النظم

       بسم الله الرحمن الرحيم             

 الحمد لله الذي أنزل على عبده صلى الله عليه وسلم، أعظم كتبه، وشرف أمته بحفظه وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار، والصلاة والسلام على من كان قرآنا يمشي بين الناس، القائل: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»، وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين. 

  فهذا شرح متواضع لنظم " نصرة الكُتَّاب في رسم الكتاب" ، نسأل الله والتوفيق والسداد في تبسيطها ليستقيد منها الطلبة، وتكون صدقة جارية وعلما ينتفع به، نبتغي به الأجر عند الله عز وجل.

 تعريف مختصر بالناظم رحمه الله:

  هو الشيخ أبو عبد الله محمد التهامي بن الطيب بن أحمد المسيفي – نسبة إلى أمسيفي – وهي قرية من الريصاني قرب مدينة الراشدية بمغربنا الحبيب، اشتهر رحمه الله بالمشيخة القرآنية في زمانه، وكان من أكبر المراجع التي يعتمد عليها في علم القراءات، من أثره هذه المنظومة التي نحن بصدد شرحها، والتي تُعنَى بالرسم العثماني برواية الامام ورش عن نافع رحمهما الله، وفق ما ذهب إليه المغاربة، وقد خلف كذلك مجموعة من الانصاص القرآنية، تلقى رحمه الله أكثر علومه من شيخه محمد التهامي بن عمر، ودون بعض ما تلقاه عنه في منظومته الألفية، ويحكى عنه أنه كان كفيفا، وكان رحمه الله فقيها نحويا زاهدا ورعا، أما تاريخ ولادته ووفاته فلم أعثر عليه.

قال رحمه الله:

قَال عُبَيْدُ ربِّه المُحتَجِبَ * محمدُ التِّهامِيُّ ابنُ الطَّيب

مِن بَعدِ بسم الله الرحمنِ الرحيم * مُسَهِّلِ الخَطِّ لَدى الذِّكرِ الحَكِيم

الحمدُ للهِ الذي قَدْ أَنزَلا * كِتَابَهُ علَى إِمَامِ الفُضَلَا

ثمَّ الصلاةُ والسلامُ سَرْمَدا * علَى مُحمدٍ شَفِيعِنَا غَدا 

وآلِهِ ذَوِي التُّقَى والعِلْمِ * وصَحْبِهِ أُولِي النَّدَى والحِلْمِ

  بدأ الناظم رحمه الله، نظمه المبارك بالبسملة وحمد الله عز وجل - الذي سهل هذا العلم (علم الرسم) باصطفائه له رجالا حفظوه في الصدور والسطور- متوكلا على الله عز وجل في نظمه، وحامدا لله سبحانه على توفيقه، ثم عرف بنفسه، حتى يعرف القارئ صاحب النظم فيدعو له، وبعد ذلك حلى نظمه بالصلاة والسلام على شفيع الورى في الموقف العظيم، سيدنا وحبيبنا محمد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

ثم قال رحمه الله : 

وبعدُ فَاعْلمْ أَنَّ مُصْحَفَ الإمامِ * عُثمانَ يُتَّبَعُ فِي الحُكْمِ المَرَامِ

فالإقْتِفَاءُ وَاجِبٌ مُحَتَّمُ * عَلَيْنَا فِي اللَّفْظِ وفِيمَا رَسَمُوا

فَهَاكَ رَسْمًا وَاضِحًا مُقَرَّبا * عَلَى حُرُوفِ المُعْجَمِ مُرَتَّبَا

فِي رَجْزٍ جِئْتُ بِهِ مُجْتَمِعَا * ولِآثَارِ وَرْشِنَا مُتَّبِعَا

عَلَى الذِي أَخَذَهُ بِوَاسِطَهْ * عَنْ شَيْخِهِ نَافِعٍ عَنْ ذِي الْمَعْرِفَهْ   

  وبعد: أي وبعدما تقدم، فاعلم يا طالب العلم، أن مصحف الخليفة والإمام سيدنا عثمان رضي الله عنه، الذي نسخه من المصحف الذي جمعه الصديق أبو بكر رضي الله عنه، والذي دُوِّنَ في زمان النبي صلى الله عله وسلم، ثم بعد نسخ سيدنا عثمان له، نشره في الأقطار،فهذا المصحف المرجع، يجب أن يتبع في لفظه ورسمه.

  وإذا أشكل عليك رسم القرآن، وأردت أن تقتفي أثر السلف الصالح في الرسم العثماني، فهاك نظما يسهل عليك تلقي هذا العلم، بحيث رتبته وَفق ترتيب حروف المعجم، ووَفق رواية الإمام ورش عن نافع رحمهما الله.

ثم قال رحمه الله:

مِن حَذْفٍ يُلْفَى وَسَطًا أَوْ فِي الطَّرَف * أوْ حُكْمِ هَمْزٍ أوْ مَزِيدٍ مِن ألِف

أو وَاوٍ أو يَاءٍ أو مَقْطُوعٍ ومَا * يُوصَلُ أو هَاءٍ بِتاءٍ رُسِما 

فِي الحَرفِ والأسْمَاءِ والأفْعَالِ * وَأَصْلِحِ الخَطَا بِلا جِدَالِ 

لِأنَّنِي لَستُ مِن أَهلِ العِلْمِ * فامْنُنْ عَلَيَّ سَيِّدِي بِالفَهْمِ 

سَمَّيْتُهُ بِنُصْرَةِ الكُتَّاِب * بَيَّنْتُ فِيهِ مُختَارَ الأصْحَابِ

فَكُلُّ حُكْمٍ ظَاهِرٍ سَكَتُّ * عنْ حَصْرِهِ وغَيْرَهُ قَيَّدْتُ 

أشَرْتُ لِلمَخْصُوصِ بِالْمُجَاوَرَة * أوْ سُورَةٍ أوْ حَرْفٍ أَوْ بِحَرَكَة

كَيفَ أَتَتْ أوْ عُرْفٍ أوْ ضَمِيرَ * أوِ اِسْمٍ أوْ جَمْعٍ لَدَى التَّحْرِيرِ 

أو بِالإطْلاقِ أوْ بِاللَّفْظِ لِلذِي * قَدْ عَمَّ الحَذْفُ نَوعَهُ حِينَئِذِ 

أو كَيفَمَا أو حَيْثُ أو بِكُلِ * وَفَّقَنَا اللهُ لِحُسْنِ الْقَوْلِ 

وأسْتَعِينُ اللهَ فِي الْمَقَاصِدِ * لِيَحْصُلَ النَّفْعُ بِهَا لِلْمُبْتَدِي

في هذه الأبيات، يذكر الناظم ما سيتطرق له في هذا النظم، ومن ذلك:

+ الحذف بجميع أنواعه، إما في وسط الكلمة او آخرها 

+ ما رسم بألف أو واو أو ياء زائدة

+ ما رسم بالتاء المبسوطة 

+ ما كتب بالوصل والفصل 

 ثم بين الإسم الذي اختاره لنظمه وهو " نصرة الكتاب " ، وبين الرموز والمصطلحات التي استعملها في هذا النظم ومنها :

 اختصاصه بعض الكلمات ببعض السور، كقوله (يُخْرِجَٰكُم طه)، أي التي وردت في سورة طه

إطلاق بعد الكلمات،كقوله (اطلق مَّتَٰعاٗ)، أي أنها تحذف مطلقا

 وغيرها من الرموز،كاستعمال ألفاظ :كيفما وحيث وكل، ثم ختم الناظم رحمه الله هذه المقدمة بالدعاء والتضرع لله عز وجل أن يوفقه لحسن نظمها حتى تكون مفهومة ويستوعبها الطلبة.  

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-