خطبة حول المسيرة الخضراء والمسؤولية.

 خطبة حول المسيرة الخضراء والمسؤولية.

خطبة المسيرة الخضراء والمسؤولية.
خطبة المسيرة الخضراء والمسؤولية.

خطبة حول المسيرة الخضراء والمسؤولية.

عناصر الخطبة:

  • ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة من اعز ذكريات المغاربة.
  • ذكرى المسيرة الخضراء هي فتح مبين لعرش وشعب متحابين
  • ذكرى المسيرة الخضراء هي مناسبة لإصلاح جميع القطاعات..


اقتباس من الخطبة:

 إن ملحمة المسيرة الخضراء المظفرة نموذج فريد من إبداعات العرش العلوي، وواحدة من عبقريات جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله تراه، كما ستظل نصرا عزيزا وفتحا مبينا لعرش وشعب متحابين، متراصين ومتفانين.


الخطبة الأولى:

 الحمد لله، الحمد لله رب العالمين، الجواد الكريم، المستحق لكل حمد وثناء وتعظيم، ونشهد ألا إلاه إلا الله وحده لا شريك له، وعد عباده المومنين الصالحين بالنصر والفتح والتمكين في الدين، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله ومصطفاه وحبيبه، الرحمة المهداة للعالمين، ناصر الحق بالحق والهادي إلى الصراط المستقيم، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته الأبرار المهتدين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.


 أما بعد أيها المسلمون: يقول الله تعالى في كتابه المبين: (وذكرهم بأيام الله، إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور) وإن من أيام الله البارزة والمشهودة في تاريخ المغرب الحافل بالأمجاد والمكرمات، يوم سادس نونبر من كل سنة، الذي ستخلده الأمة المغربية بعد يومين، مستحضرة فيه ذكرى من أعز ذكرياتها الوطنية المجيدة، ذكرى انطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، التي كانت ملحمة وطنية مجيدة، شعارها القرآن، وركيزتها الإيمان، وغايتها تحرير الأرض والإنسان، وصلة الرحم مع سكان الأقاليم الجنوبية الأصلاء البررة الأوفياء، الذين حافظوا على التعلق بوطنيتهم المغربية الصادقة، وبرهنوا على الولاء الدائم والإخلاص المتجدد لملوك الدولة العلوية الشريفة، والتشبث بالوفاء بالعهد الذي هو في ذمتهم للعرش العلوي المجيد، عملا بقول الله تعالى: ﴿ وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا﴾.

أيها المؤمنون، إن ملحمة المسيرة الخضراء المظفرة نموذج فريد من إبداعات العرش العلوي، وواحدة من عبقريات جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله تراه، كما ستظل نصرا عزيزا وفتحا مبينا لعرش وشعب متحابين، متراصين ومتفانين.

وها هو خلف الحسن الثاني، و وارث سره البار، أمير المؤمنين صاحب جلالة الملك محمد السادس نصره الله، يواصل الجهاد الأكبر بمسيرات متتاليات: مسيرة التنمية الاجتماعية، مسيرة القضاء على أسباب الهشاشة والإقصاء، مسيرة تكريم المرأة، مسيرة تنمية الاقتصاد وتأهيل المجتمع، مسيرة التنمية البشرية، مسيرة إصلاح القضاء إيمانا من مولانا أمير المؤمنين بأن العدل أساس الملك، مسيرة إصلاح التعليم وتطويره، إلى غير ذلك من المسيرات المتلاحقات التي تستلهم من المسيرة الخضراء روحها ونهجها، وتعبئتها وحماسها، لعل أهمها مسيرة إصلاح الإدارة القائمة على ربط المسؤولية بالمحاسبة.


فنحمد الله تعالى في هذا البلد الأمين على أن أمير المؤمنين حفظه الله، حريص على رقابة سلوك المكلفين بالتدبير العمومي من حيث قيامهم بمسئولياتهم، يسدد تلك المسيرة ويقوم اعوجاجها عند الاقتضاء، ويجدد فيها نشاطها وحيويتها، ويبقى على الأفراد والجماعات، كل في موقعه، أن يتحملوا مسئولياتهم كاملة، وعدم الاكتفاء بإلقائها على جهة واحدة، وزارة كانت أو مؤسسة أو قطاعا من القطاعات، ومن شأن الالتزام بمحاسبة النفس أولا ثم محاسبة الغير ثانيا، أن يجنبنا الوقوع في أمراض خلقية جماعية كالزور والبهتان والوقيعة والتواكل والظهور دائما بمظهر الضحية، وكلها، وما يشبهها من الأمراض، متأصلة في عدم تربية النفس التي وصفها الله بالأمارة بالسوء إذا لم تتطهر، وباللوامة إذا اجتهدت في محاسبة نفسها، وبالمطمئنة إذا وصلت إلى الغاية القصوى من التزكية.

فاللهم وفق مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمدا السادس في خططه وخطاه، وكلل بالنصر المبين جهاده ومسعاه، وأدم عليه حفظك يكلؤه ويرعاه، وأره السبيل الأقوم ليقود سفينة هذه الأمة إلى شط الأمان، وإلى ما تحبه وترضاه، بيدك الخير وأنت على كل شيء قدير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


الخطبة الثانية:

 الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه، فما كل نعمة إلا من عنده وفضله، والصلاة والسلام على أشرف أنبيائه ورسله، سيدنا محمد وآله وصحبه، وكل من تبعه فاهتدى بهديه.

 معشر المسلمين، إن ما ينبغي التنبه له هو أن كل محاسبة تبدأ من محاسبة النفس، قال صلى الله عليه وسلم: "الكيس من دان نفسه" ومعناه العاقل من اتهم نفسه باستمرار حتى يتحقق من استقامتها، ومن أجل ذلك أقام المسلمون طرقا تربوية تدور على محاسبة النفس قبل محاسبة الغير، وتظهر آثارها في احترام الأحكام أي القانون، كما تظهر في الحرص على الالتزام بالأخلاق، وإذا لم يتمرن الإنسان على محاسبة نفسه فإن انحرافه يظهر في ميله إلى اتهام غيره وإسقاط كل مشاكله على ذلك الغير، ولاسيما على المكلفين بالتسيير والتدبير العمومي في بلده، فينتظر منهم أكثر مما ينبغي، ويجنح إلى التواكل وإلى النظر السلبي القاتم الذي يكثر معه اللوم والشكاية، ولو تحمل كل واحد نصيبه من المسئولية لخف ثقلها على الجهات التي تتولى التدبير والتسيير من جهة، ولخفت كلفتها على المجتمع من جهة أخرى.


 هذا ولنجعل مسك الختام أفضل الصلاة وأزكى السلام على ملاذ الورى وشفيع الأنام، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين ساداتنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وانصر اللهم مولانا أمير المؤمنين، وحامي حمى الملة والدين، صاحب الجلالة الملك محمدا السادس، الذي يقدر المسؤولية التي طوق الله بها عنقه حق قدرها، ويبذل الجهد والوقت لأدائها والنهوض بها على وجهها الأمثل، ابتغاء مرضاة الله تعالى، وتحقيقا لآمال شعبه الذي يذكر له إنجازاته وأعماله العظيمة، فكن اللهم له وليا ونصيرا، ومعينا وظهيرا، واحرسه بعينك التي لا تنام، واجعل التوفيق والسداد حليفه في كل ما يقدم عليه من إصلاحات ومشاريع وخطط، واحفظه في ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، وشد عضد جلالته بصنوه السعيد صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي رشيد وسائر أفراد أسرته الملكية الشريفة.

وتغمد اللهم برحمتك الواسعة فقيدي الأمة والإسلام مولانا الحسن الثاني ومولانا محمدا الخامس، اللهم طيب ثراهما، وأكرم مثواهما، وبوئهما مقعد صدق عندك.

(ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء).

(ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا، واغفر لنا، وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين).

 سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-