خطبة موحدة مشكولة حول ترشيد استعمال الماء

 خطبة موحدة مشكولة حول ترشيد استعمال الماء

خطبة موحدة مشكولة حول ترشيد استعمال الماء
خطبة موحدة مشكولة حول ترشيد استعمال الماء


خطبة موحدة مشكولة حول ترشيد استعمال الماء

بسم الله الرحمان الرحيم

اقتباس من الخطبة:

  • فَالْقَصْدُ هُوَ أَنْ نَأْخُذَ عَلَى أَنْفُسِنَا عَدَمَ التَّهَاوُنِ فِي مَسْأَلَةِ اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ الَّذِي هُوَ مِنْ أَكْبَرِ نِعَمِ اللَّهِ عَلَى النَّاسِ
  • إِنَّ الْمَسْؤُولِيَّةَ فِي الْإِسْلَامِ فَرْدِيَّةٌ بِقَدْرِ مَا هِيَ جَمَاعِيَّةٌ، فَلْيَنْظُرْ كُلٌّ مِنَّا مَا يَخُصُّهُ فِي السُّلُوكِ الْمُتَعَلِّقِ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى الْمَاءِ
  • الْمَاءِ نِعْمَةً يَتَعَيَّنُ شُكْرُهَا بِعَدَمِ تَبْذِيرِهَا، نَظَرًا لِمَا فِي التَّبْذِيرِ مِنَ الْإِضْرَارِ بِحَيَاةِ الْأَفْرَادِ وَالْجَمَاعَاتِ


اَلْخُطْبَةُ الْأَولَى:

     إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَنَشْهَدُ أَنْ لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ، وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَمُصْطَفَاهُ وَحَبِيبُهُ، بَعَثَهُ اللَّهُ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِيمَانٍ وَإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:

  يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)

 وَالَّذِي يَنْبَغِي أَنْ نَفْهَمَهُ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ هُوَ رَحْمَةُ اللَّهِ بِالنَّاسِ، إِذْ عَرَفَهُمْ مَيَّالِينَ إِلَى النِّسْيَانِ، فَلَا يُؤَاخِذُهُمْ إِذَا تَمَّ تَذْكِيرُهُمُ الْمَرَّةَ بَعْدَ الْمَرَّةِ، وَذُكِّرُواْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ عِلْمُهُ وَفِعْلُهُ، مِمَّا يَنْفَعُهُمْ وَيُصْلِحُ حَيَاتَهُمْ، وَيُقَرِّبُهُمْ مِنْ رِضَا رَبِّهِمُ الَّذِي لَا يُؤَاخِذهُمْ إِلَّا أَنْ يُصِمُّواْ الْآذَانَ، وَيُصِرُّواْ عَلَى الْغَفْلَةِ وَالنِّسْيَانِ، وَإِنَّ كُلَّ كَلَامٍ يَقُولُهُ الْخَطِيبُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، أَوْ يَذْكُرُهُ الْوَاعِظُ فِي مَوَاعِظِهِ، هُوَ تَذْكِيرٌ إِذَا اسْتَنَدَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، أَوْ إِلَى هَدْيِ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ، وَالْمَقْصُودُ مِنَ التَّذْكِيرِ أَنْ يَكُونَ الْمُسْتَمِعُ مُسْتَحْضِرًا فِي حَيَاتِهِ لِمَضْمُونِ مَا ذُكِّرَ بِهِ، وَيَعْمَلَ بِهِ وَلَا يَحْتَاجَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى تَذْكِيرٍ فِي مَوْضُوعِهِ، لِأَنَّ الْخَطِيبَ أَوِ الْوَاعِظَ يُفْتَرَضُ فِيهِ أَنَّ يَمُرَّ إِلَى مَوْضُـوعٍ آخَرَ مِمَّا يُصْلِحُ حَيَـاةَ النَّاسِ.


 أَمَّا أَنْ يَسْتَمِعَ الْمُسْتَمِعُ - رَجُلًا كَانَ أَوِ امْرَأَةً - فِي الْمَسْجِدِ أَوْ فِي غَيْرِهِ إِلَى حِكْمَةٍ رَبَّانِيَّةٍ ثُمَّ يَنْسَاهَا أَوْ لَا يَحْرِصُ عَلَيْهَا فَذَلِكَ مِنْ ضَعْفِ الْإِيمَانِ، وَقِلَّةِ الْحِرْصِ عَلَى الِاتِّصَافِ بِأَوْصَافِهِ. 


أَيُّهَا الْـمُؤْمِنُونَ: قَصْدُنَا فِي الْإِشَارَةِ إِلَى (التَّذْكِيرِ) فِي هَذِهِ الْخُطْبَةِ هُوَ إِعْطَاءُ الْمِثَالِ بِأَمْرٍ نَبَّهَ إِلَيْهِ الْقُرْآنُ، وَأَخَذَ النَّاسُ يَسْتَشْعِرُونَ خُطُورَتُهُ أَكْثَرَ هَذِهِ الْأَيَّامَ، أَلَا وَهُوَ مَسْأَلَةُ الْمَاءِ، فَالْقَصْدُ هُوَ أَنْ نَأْخُذَ عَلَى أَنْفُسِنَا عَدَمَ التَّهَاوُنِ فِي مَسْأَلَةِ اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ الَّذِي هُوَ مِنْ أَكْبَرِ نِعَمِ اللَّهِ عَلَى النَّاسِ، وَأَنْ لَّا نَتَهَاوَنَ فِي الِاقْتِصَادِ فِيهِ، وَكَأَنَّ الْأَمْرَ قَدْ يَهُمُّ غَيْرَنَا وَلَا يَعْنِينَا وَلَا يَهُمُّنَا نَحْنُ، فَقَدْ أَوْرَدَ اللَّهُ تَعَالَى حِوَارًا بَيْنَ رَجُلٍ غَيْرِ مُؤْمِنٍ يَعْتَزُّ بِثَرْوَتِهِ، وَلَاسِيَمَا مِنَ الْأَرْضِ وَالْمَاءِ، وَرَجُلٍ مُؤْمِنٍ فَقِيرٍ، إِذْ قَالَ هَذَا الْأَخِيرُ وَهُوَ يُخَاطَب الْأَوَّل: (إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَداً فَعَسَى رَبِّيَ أَنْ يُوتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِنَ السَّمَاءِ، فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا). 


وَقَدْ بَيَّنَ الْقُرْآنُ بَعْدَ هَذَا الْقَوْلِ عَاقِبَةَ الْمَغْرُورِ الَّذِي خَسِرَ كُلَّ شَيْءٍ، وَلَمْ يَنْفَعْهُ النَّدَمُ، حَيْثُ قَالَ: (وَأُحِيطَ بِثُمُرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّيَ أَحَدًا). وَهَكَذَا فَكُفْرُهُ جَعَلَهُ لاَ يَشْكُرُ نِعْمَةَ الْأَرْضِ وَالْمَاءِ فَحُرِمَهُمَا، وَهَذَا هُوَ بَيْتُ الْقَصِيدِ فِي الدِّينِ، حَيْثُ إِنَّ الْإِيمَانَ الْحَقَّ هُوَ شُكْرُ النِّعَمِ شُكْرًا قَوْلِيًّا وَعَمَلِيًّا، وَاللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم)


وَفِي هَذَا الْمَوْضُوعِ نَفْسِهِ - وَهُوَ مَوْضُوعُ الْمَاءِ - يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ). وَيَقُول سُبْحَانَهُ: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ). وَيَقُول سُبْحَانَهُ: (قُلْ أَرَايْتُمُ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَاتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ). فَالْمَاءُ الْمَعِينُ هُوَ: الَّذِي يَجْرِي مِنَ الْعُيُونِ فَوْقَ سَطْحِ الأَرْضِ غَزِيراً سَهْلَ الاِسْتِعْمالِ. أَمَّا الْمَاءُ الْغَوْرُ فَهُوَ: الَّذِي فِي عُمْقِ الْآبَارِ، مَا يَفْتَأُ يَغُورُ مِنَ الْقِلَّةِ الَّتِي هِيَ مِنْ شُحِّ الْمَطَرِ الَّذِي تَتَغَذَّى بِهِ الْعُيُونُ وَالْآبَارُ. وَإِنَّ هَذِهِ الْحَالَةَ - حَالَةَ غَوْرِ الْمِيَاهِ وَازْدِيَادِ نُدْرَتِهَا عَامًا عَنْ عَامٍ - هِيَ مَا نَعِيشُهُ فِي هَذِهِ الْأَعْوَامِ، وَذَلِكَ بِسَبَبِ سُلُوكِ التَّبْذِيرِ فِي الِاسْتِهْلَاكِ، الَّذِي هُوَ سُلُوكٌ يَدُلُّ عَلَى قِلَّةِ الشُّكْرِ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ.


عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ الْمَسْؤُولِيَّةَ فِي الْإِسْلَامِ فَرْدِيَّةٌ بِقَدْرِ مَا هِيَ جَمَاعِيَّةٌ، فَلْيَنْظُرْ كُلٌّ مِنَّا مَا يَخُصُّهُ فِي السُّلُوكِ الْمُتَعَلِّقِ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى الْمَاءِ، وَإِذَا أَخْلَصَ الْعَبْدُ النَّظَرَ وَالنِّيَّةَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَهْدِيهِ إِلَى مَا يَتَوَجَّبُ عَلَيْهِ مِنَ التَّصَرُّفِ، وَالْأَمْرُ فِي غَايَةِ الْبَسَاطَةِ، وَيَتَمَثَّلُ فِي اسْتِحْضَارِ كَوْنِ الْمَاءِ نِعْمَةً يَتَعَيَّنُ شُكْرُهَا بِعَدَمِ تَبْذِيرِهَا، نَظَرًا لِمَا فِي التَّبْذِيرِ مِنَ الْإِضْرَارِ بِحَيَاةِ الْأَفْرَادِ وَالْجَمَاعَاتِ، وَلَا شَكَّ أَنَّ السُّلُطَاتِ الْمَسْؤُولَةَ تَعْمَلُ مَا فِي وُسْعَهَا لِتَنْبِيهِ النَّاسِ إِلَى هَذَا الِاقْتِصَادِ الْمَطْلُوبِ فِي الْمَاءِ، وَلَكِنَّ الِاسْتِجَابَةَ لِتَوْجِيهَاتِهَا هِيَ مَا يَجِبُ أَنْ يَقُومَ عَلَى وَازِعِ الْقُرْآنِ، وَالْخَوْفِ مِنْ عَوَاقِبِ الْمُخَالَفَةِ.


 جَعَلَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ، أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمُ أُولُوا الْأَلْبَابِ. 


اَلْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

 اَلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الْأَتَمَّانِ الْأَكْمَلَانِ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ وَأَزْكَى التَّسْلِيمِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.

 

مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ: إِنَّ مِثَالًا مِنَ السُّنَّةِ الْمُطَهَّرَةِ الشَّرِيفَةِ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى الْمَاءِ هُوَ مَا وَرَدَ فِيهَا مِنْ وَصْفِ الْقَدْرِ الَّذِي كَانَ يَتَوَضَّأُ بِهِ أَوْ يَغْتَسِلُ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ، وَلَوِ اتَّبَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا هَذَا الْمِثَالَ لَاقْتَصَدْنَا مَا لَا يَقِلُّ عَنْ خَمْسَةَ عَشَرَ مِلْيُونِ لِتْرٍ مِنَ الْمَاءِ يَوْمِيًّا، وَإِنَّ هَذَا لَا يَعْنِي أَنَّ عَدَمَ الِاحْتِيَاطِ فِي مَاءِ الْوُضُوءِ بِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ هُوَ سَبَبُ أَزْمَةِ الْمَاءِ، وَلَكِنَّ الِاقْتِصَادَ فِي هَذَا الْجَانِبِ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مِثَالًا يَحْتَذِيهِ الَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ الْمَاءِ فِي مُخْتَلِفِ الِاسْتِعْمَالَاتِ، فَقَدْ أَرَادَ النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يُرَبِّيَ الْأُمَّةَ عَلَى الِاقْتِصَادِ حَتَّى فِي الْعِبَادَةِ، وَمِمَّا يُؤَكِّدُ هَذَا الْمَعْنَى فِي الِاقْتِصَادِ فِي الْمَاءِ مَا رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِـيَّ ﷺ مَرَّ بِسَعْدٍ ابْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: (مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟)، فَقَالَ سَعْدٌ: أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ؟. قَالَ: نَعَمْ، (وَإِنْ كُنْت عَلَى نَهْرٍ جَارٍ).


 فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ قَاعِدَةٌ شَرْعِيَّةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ أَهَمِّ قَوَاعِدِ الِاقْتِصَادِ فِي الْإِسْلَامِ، وَفِيهِ تَرْبِيَةٌ دِينِيَّةٌ عَلَى مَبْدَإِ الاِبْتِعَادِ عَنِ التَّبْذِيرِ وَالْإِسْرَافِ فِي كُلِّ شَيْءٍ. 

 

    إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيءِ، يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا، اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ بَقِيَّةِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَانْصُرِ اللَّهُمَّ مَنْ قَلَّدْتَهُ أَمْرَ عِبَادِكَ، عَبْدَكَ الْخَاضِعَ لِجَلَالِكَ، مَوْلَانَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جَلاَلَةَ الْمَلِكِ مُحَمَّدًا السَّادِسَ، اَللَّهُمَّ انْصُرْهُ نَصْرًا عَزِيزًا تُعِزُّ بِهِ الدِّينَ، وَتُعْلِي بِهِ رَايَةَ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ، اَللَّهُمَّ سَدِّدْ خُطَاهُ، وَحَقَّقْ مَسْعَاهُ، وَوَفِّقْهُ لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، وَاحْفَظْهُ اللَّہُمَّ فِي وَلِيِّ عَهْدِهِ، صَاحِبِ السُّمُوِّ الْمَلَكِيِّ الْأَمِيرِ الْجَلِيلِ مَوْلَايَ الْحَسَنِ، كَمَا نَسْأَلُكَ أَنْ تَشُدَّ عَضُدَ جَلَالَتِهِ بِشَقِيقِهِ صَاحِبِ السُّمُوِّ الْمَلَكِيِّ الْأَمِيرِ السَّعِيدِ مَوْلَايَ رَشِيدٍ، وَبِسَائِرِ أَفْرَادِ أُسْرَتِهِ الْمَلَكِيَّةِ الشَّرِيفَةِ، اَللَّهُمَّ تَغَمَّدْ بِرَحْمَتِكَ الْوَاسِعَةِ الْمَلِكَيْنِ الْجَلِيلَيْنِ، مَوْلَانَا مُحَمَّدًا اِلْخَامِسَ، وَمَوْلَانَا الْحَسَنَ الثَّانِيَ، اَللَّهُمَّ طَيِّبْ ثَرَاهُمَا، وَأَكْرِمْ مَثْوَاهُمَا، وَبَوِّأْهُمَا مَقْعَدَ صِدْقٍ عِنْدَكَ، كَمَا نَسْأَلُكَ أَنْ تَشْمَلَ بِرَحْمَتِكَ جَمِيعَ أَمْوَاتِ الْمُسْلِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ، رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَّدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا، رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-