حقيقة محبة النبي صلى الله عليه وسلم - خطبة مؤثرة

 حقيقة محبة النبي صلى الله عليه وسلم - خطبة مؤثرة

حقيقة محبة النبي صلى الله عليه وسلم - خطبة
حقيقة محبة النبي صلى الله عليه وسلم - خطبة مؤثرة

حقيقة محبة النبي صلى الله عليه وسلم 

بسم الله الرحمان الرحيم 

اقتباس من الخطبة:

 إن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل عظيم من أصول الإيمان ومعراج إلى محبة المولى عز وجل، وهي برهان صدق العبد في طلب وجه مولاه جل وعلا ...

الخطبة الأولى:

إِن الحمد لله، نحمده ونستعينه وَنَسْتَغْفِرهُ، ونعوذ بِاللَّه من شرور أَنْفُسنَا، وَمن سيئات أَعمالنَا، من يهده الله فَلَا مضل لَهُ، وَمن يضلل فَلَا هادي لَهُ، وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ...

أما بعد: 

 معشر المومنين والمومنات: لقد حل علينا شهر آخر من شهور السنة ليذكرنا أن الآخرة قد ارتحلت مُقبِلة، وأن الدنيا قد ارتحلت مُدبِرة، ومع حلول هذا الشهر ربيع الأول تعيش الأمة الإسلامية تحت أنوار ذكرى من الذكريات الخالدة التي تبعث في النفوس المؤمنة إشراقا متألقا ووصالا متجددا يزيد من لوعة الشوق إلى لقاء حبيب القلوب وطبيبها، إنها ذكرى ميلاد حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.

 وبمناسبة هذه الذكرى العظيمة سنحاول بتوفيق الله عز وجل تخصيص بعض الخطب للحديث عن محبته صلى الله عليه وسلم، وأخلاقه وشمائله لعلها تكون لنا نورا في سيرنا إلى الله عز وجل، وحديثنا اليوم إن شاء الله عز وجل عن محبته صلى الله عليه وسلم.

 عباد الله: إن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل عظيم من أصول الإيمان ومعراج إلى محبة المولى عز وجل، وهي برهان صدق العبد في طلب وجه مولاه جل وعلا، روى البخاري في صحيحه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ»، وعنه كذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» .

 ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرض وواجبة على كل مسلم، لأن فضله صلى الله عليه وسلم علينا كبير، بسببه أخرجنا الله عز وجل من الضلالة إلى الهدى، ومن الظلمات إلى النور، وهو صلى الله عليه وسلم لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا بينها ووضحها لأمته، وهذا من تمام حرصه صلى الله عليه وسلم على أمته، وصدق ربنا عز وجل حيث وصفه قائلا (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).

 عباد الله: إن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم تعني أن يميل القلب ميلا يتجلى في سلوكنا، فالقلب يحب، والجوارح تنفذ، والصدق في المحبة لا تكفي في المشاعر، بل لا بد من ترجمتها إلى سلوك وأفعال، يقول الله عز وجل (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، والناس في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم نوعان: محب مُدَّع يقول بفمه أني أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأفعاله وسلوكاته تقول عكس ذلك، فهذا لم يذق طعم محبته صلى الله عليه وسلم، بل مجرد ادعاء، النوع الثاني هو المحب الحقيقي الذي يجسد محبته في كلامه وأفعاله وتعامله مع والديه، ومع زوجه، ومع جيرانه، ومع الناس أجمعين، تراه يسأل عن هديه صلى الله عليه وسلم، ويحاول أن يتبعه ويجسده إلى أفعال وسلوكات  ترضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا هو المحب الصادق الذي يحظى بجوار محبوبه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، روى الامام البخاري في صحيحه، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» 

 نفعني الله واياكم بالقرآن المبين، وبحديث سيد الأولين والآخرين، وغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين 

الخطبة الثانية:

الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله، وعلى آله ومن والاه، أما بعد :

عباد الله: إن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتبة عظيمة، لا ينالها إلا المخلصون المجدون الذين جاهدوا أنفسهم ووطنوها على اتباع هديه وسنته صلى الله عليه وسلم، وكثير من الناس يظنون أنهم محبوه وهم مدعون فقط، فعلى سبيل المثال لا على سبيل الحصر، حين نسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا «لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ»، فالمحب الصادق، لا يؤدي نفسه ولا غيره، أما الذي يؤدي غيره بلسانه أو بيده، أو يؤدي نفسه وغيره كالذي يدخن السجارة فهو يضر نفسه ويهلكها بهذا الخبث، ويؤدي غيره بالرائحة التي تخرج من فمه، فهذا الصنف مدع في محبته، فليبادر إلى التوبة النصوح، قبل أن يطرد يوم القيامة من حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حديث طويل في صحيح مسلم: «أَلَا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلَا هَلُمَّ فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا» 

 اللهم ارزقنا حبك وحب نبيك صلى الله عليه وسلم، وحب كل عمل يقربنا إلى حبك، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سيدنا  محمّد وَعلى آل محمد، كما صلّيت على آل إِبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إِبراهِيم فِي الْعَالمِين، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

الختم بالدعاء ...

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-