أسرار التسبيح - خطبة مؤثرة

أسرار التسبيح – خطبة مؤثرة

أسرار التسبيح - خطبة مؤثرة
أسرار التسبيح - خطبة مؤثرة

أسرار التسبيح

بسم الله الرحمان الرحيم
اقتباس من الخطبة:
 ومن أعظم الذكر الذي يحبه الله عز وجل، ويحب أن يسمعه من عباده، تسبيحه عز وجل وتقديسه وتنزيهه عن كل ما لا يليق به أن يوصف به سبحانه وتعالى ...
الخطبة الأولى:
 إِن الحمد لله، نحمده ونستعينه وَنَسْتَغْفِرهُ، ونعوذ بِاللَّه من شرور أَنْفُسنَا، وَمن سيئات أَعمالنَا، من يهده الله فَلَا مضل لَهُ، وَمن يضلل فَلَا هادي لَهُ، وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ...
 أما بعد:
 معشر المومنين: لا شيء أعظمُ من الله عز وجل، ولا ذكر أفضل من ذكره جل في علاه، قال الله عز وجل (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)، ومثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت،بل يرقى الحال بالذاكرين الله كثيرا إلى أن يباهيَ بهم ربهُم، ملائكته، ومن أعظم الذكر الذي يحبه الله عز وجل، ويحب أن يسمعه من عباده، تسبيحه عز وجل وتقديسه وتنزيهه عن كل ما لا يليق به أن يوصف به سبحانه وتعالى
 عباد الله: التسبيح أحب الكلام إلى الله عز وجل، روى الإمام مسلم في صحيحه،عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الْكَلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: « مَا اصْطَفَى اللهُ لِمَلَائِكَتِهِ أَوْ لِعِبَادِهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ»، وفي صحيح مسلم كذلك أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأَبي ذر رضي الله عنه «أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنِي بِأَحَبِّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ، فَقَالَ: «إِنَّ أَحَبَّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ».
 والتسبيح معاشر المومنين، يكافئ ويوازن كثيرا من العمل، روى الطرباني في الكبير، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ هَالَهُ اللَّيْلُ أَنْ يُكَابِدَهُ، أَوْ بَخِلَ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ، أَوْ جَبُنَ عَنِ الْعَدُوِّ أَنْ يُقَاتِلَهُ، فَلْيُكْثِرْ مِنْ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ جَبَلِ ذَهَبٍ يُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ».
 وصاحب التسيبح والمكثر منه موعود بغفران الذنوب ومضاعفة الحسنات، ففي صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ»، وفب سنن الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِشَجَرَةٍ يَابِسَةِ الوَرَقِ فَضَرَبَهَا بِعَصَاهُ فَتَنَاثَرَ الوَرَقُ، فَقَالَ: «إِنَّ الحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ لَتُسَاقِطُ مِنْ ذُنُوبِ العَبْدِ كَمَا تَسَاقَطَ وَرَقُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ»، وفي صحيح مسلم عن سعدِ بنِ وقاص رضي الله عنه قال: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ، كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟» فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: «يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ».
 والتسبيح من أعظم أسباب تفريج الكرب، يقول الله عز وجل في شأن نبيه يونس عليه السلام (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ، فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ، لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)، والذي نجى يونس عليه السلام من بطن الحوت، قادر على أن ينجي عباده المسبحين من كل غم وهم وضيق.
 نفعني الله واياكم بالقرآن المبين، وبحديث سيد الأولين والآخرين، وغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الخطبة الثانية:
 الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله، وعلى آله ومن والاه، أما بعد :
 ليس في الدنيا نعيم أفضل من نعيم الإيمان والمعرفة، والتسبيح من أعظم أعمال الإيمان، لأنه يتواطؤ فيه لسان العبد وقلبه على تعظيم وتنزيه المولى عز وجل، وأي نعيم أفضل من تعظيم الله عز وجل وعبوديته بالقلب واللسان، ولذلك كان التسبيح من نعيم أهل الجنة يتلذذون به ولا يفترون عنه، قال الله عز وجل مخبرا عن أهل الجنة (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم مخبرا عن أهل الجنة كما في صحيح مسلم «يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالْحَمْدَ، كَمَا تُلْهَمُونَ النَّفَسَ»
 فاتقوا الله عباد الله وأكثروا من ذكر الله وتسبيحه، وتلذذوا به في الدنيا، فمن أكثر التسبيح في الدنيا ووجد لذة فيه وفرحا به، فإنه حري أن يتلذذ بالتسبيح في الجنة كما تلذذ به في الدنيا، وأكثروا من الصلاة والسلام على شفيع الورى في الموقف العظيم، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سيدنا محمّد وَعلى آل محمد، كما صلّيت على آل إِبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إِبراهِيم فِي الْعَالمِين، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
الختم بالدعاء ...
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-