انصاص ربع (تلبسوا) - الجزء 3

 انصاص ربع (تلبسوا) - الجزء 3

انصاص ربع (تلبسوا) - الجزء 3
انصاص ربع (تلبسوا) - الجزء 3

انصاص ربع (تلبسوا) - الجزء 3

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافئ مزيده، والصلاة والسلام على النذير البشير والسراج المنير، سيدنا وحبيبنا ومولانا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين.

أما بعد: 

أحبابي في الله: لازلنا نذكر ما تيسر من أنصاص الربع الثالث من الحزب الأول (وَلَا تَلْبِسُواْ اُ۬لْحَقَّ بِالْبَـٰطِلِ وَتَكْتُمُواْ اُ۬لْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)، والذي يرمز له برمز (تَلْبِسُواْ)، ووصلنا إلى النص الثامن، نسأل الله التوفيق والسداد الإخلاص في تبسيط هذه الأنصاص القرآنية وترتيبها حتى تكون زادا للطالب في تثبيت محفوظه من القرآن الكريم، وضبط رسم، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. 

النص القرآني الثامن (بالدارجة):

في (تَلْبِسُواْ) قالوا دخلوا بشفاعة * في (مَا نَنسَخْ) خرجوا بها ياجماعة

شرح النص:

 يبين الناظم في هذا النص، كيفية تمييز التشابه بين آية من كتاب الله عز وجل تكررت في الربع الثالث من الحزب الأول (تَلْبِسُواْ)، وفي نصف الحزب الثاني (مَا نَنسَخْ)

 ففي الربع الذي نحن بصدده (تَلْبِسُواْ) ، يسبق قوله عز  وجل (شَفَـٰعَةٌ) قوله عز وجل (عَدْلٌ)، وهذا ما عبر عنه الناظم بقوله (في تَلْبِسُواْ قالوا دخلوا بشفاعة) وذلك في قوله عز وجل  (وَاتَّقُواْ يَوْماً لَّا تَجْزِے نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَئْاً وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَـٰعَةٌ وَلَا يُوخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (47)).

 أما في نصف الحزب الثاني (مَا نَنسَخْ) ، فالعكس حيث يسبق قوله عز  وجل (عَدْلٌ)، قوله عز وجل (شَفَـٰعَةٌ)، وهذا ما عبر عنه الناظم بقوله (في (مَا نَنسَخْ) خرجوا بها) أي أخرجوا ب (شَفَـٰعَةٌ)، وقد ورد ذلك في آخر الربع، في قوله عز وجل (وَاتَّقُواْ يَوْماً لَّا تَجْزِے نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَئْاً وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَـٰعَةٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَۖ (122))

 ويقال كذلك في هذه المواضع (ادخل بشفاعة او خرج بشفاعة) أي أن (شَفَـٰعَةٞ) تسبق في الموضع الأول حسب ترتيب القرآن وهو ربع (تَلْبِسُواْ) وتؤخر في الموضع الذي يليه في نصف الحزب الثاني (مَا نَنسَخْ).

النص القرآني التاسع:

واحذف الف "نا" الضمير* ان وصل بآخرها المضمر

نحو: فَأَسْكَنَّـٰهُ ءَاذَنَّـٰكَ * زِدْنَـٰهُمْ نَجَّيْنَـٰكُم ءَاتَيْنَـٰكَ 

شرح النص:

 يبين الناظم في هذا النص، الأفعال التي اتصل بآخرها ضمير "نا" للمتكامين، يثبت ألفها، ما لم يتصل بآخرها ضمير آخر، لأنه يكون متطرفا 

 نحو: (فَرَقْنَا) و(أَغْرَقْنَآ) في قوله عز وجل (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ اُ۬لْبَحْرَ فَأَنجَيْنَـٰكُمْ وَأَغْرَقْنَآ ءَالَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (49))، ففي الكلمتين القرآنيتن (فَرَقْنَا) و(أَغْرَقْنَآ)، نلاحظ أنهما فعلين اتصل بآخرهما ضمير "نا" ولم يتصل بآخرها ضمير آخر، ولذلك رسم ألف ضمير "نا" ثابتا، لأنه جاء في آخر الكلمة.

 أما إذا أتصل بآخر الفعل ضمير "نا" للمتكامين، واتصل بضمير "نا" ضمير آخر، في هذه الحالة يحذف ألف الضمير "نا" دائما، وقد أورد الناظم رحمه الله بعض الأمثلة في البيت الثاني من هذا النص وهي:

+ الكلمة القرآنية (فَأَسْكَنَّـٰهُ) في قوله عز وجل في سورة المومنون (وَأَنزَلْنَا مِنَ اَ۬لسَّمَآءِ مَآءَۢ بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّـٰهُ فِے اِ۬لَارْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابِۢ بِهِۦ لَقَـٰدِرُونَ (18))

+ والكلمة القرآنية (ءَاذَنَّـٰكَ) في قوله عز وجل في سورة فصلت (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمُۥٓ أَيْنَ شُرَكَآءِے قَالُوٓاْ ءَاذَنَّـٰكَ مَامِنَّا مِن شَهِيدٍ (46))

+ والكلمة القرآنية (زِدْنَـٰهُمْ) كقوله عز وجل في سورة النحل (اَ۬لذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اِ۬للَّهِ زِدْنَـٰهُمْ عَذَاباً فَوْقَ اَ۬لْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ (88))

+ والكلمة القرآنية (نَجَّيْنَـٰكُم) كقوله عز وجل في سورة البقرة في الربع الذي نحن بصدده (وَإِذْ نَجَّيْنَـٰكُم مِّنَ اٰلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوٓءَ اَ۬لْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْۖ وَفِے ذَ'لِكُم بَلَآءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ  (48))

+ والكلمة القرآنية (اٰتَيْنَـٰكَ) كقوله عز وجل في سورة الحجر (وَلَقَدَ اٰتَيْنَـٰكَ سَبْعاً مِّنَ اَ۬لْمَثَانِے وَالْقُرْءَانَ اَ۬لْعَظِيمَۖ  (48))

 ففي هذه الألفعال (أَسْكَنَّـٰهُ)، (ءَاذَنَّـٰكَ)، (زِدْنَـٰهُمْ)، (نَجَّيْنَـٰكُم)، و (ءَاتَيْنَـٰكَ)، نلاحظ أنه اتصل بآخرها ضمير "نا" واتصل بهذا الضمير ضمير آخر، ولذلك حذف ألف "نا" وهذه قاعدة عامة.

 نستأنف ان شاء الله عز وجل في التدوينة الموالية، لا تبخلوا عنا بدعواتكم عن ظهر الغيب

 اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سيدنا  محمّد وَعلى آل سيدنا محمد، كما صلّيت على آل سيدنا إِبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على آل سيدنا إِبراهِيم فِي الْعَالمِين، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، والحمد لله رب العالمين.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-