خطبة عن فضل عشر ذي الحجة والعمل فيها - النهوض بحقوق ذوي الاحتجات الخاصة

 خطبة عن فضل عشر ذي الحجة والعمل فيها - النهوض بحقوق ذوي الاحتجات الخاصة

خطبة عن فضل عشر ذي الحجة والعمل فيها - النهوض بحقوق ذوي الاحتجات الخاصة
خطبة عن فضل عشر ذي الحجة والعمل فيها - النهوض بحقوق ذوي الاحتجات الخاصة


بسم الله الرحمان الرحيم

فضل عشر ذي الحجة والعمل فيها - النهوض بحقوق ذوي الاحتجات الخاصة

الخطبة الأولى:

  إِن الحمد لله، نحمده ونستعينه وَنَسْتَغْفِرهُ، ونعوذ بِاللَّه من شرور أَنْفُسنَا، وَمن سيئات أَعمالنَا، من يهده الله فَلَا مضل لَهُ، وَمن يضلل فَلَا هادي لَهُ، وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ...

أما بعد:

 معشر المومنين والمومنات: بعد أيام سيدخل علينا بفضل الله ورحمته شهر عظيم، آخر شهور السنة القمرية، وثالث أشهر الحج الثلاثة، وهو شهر كريم وحرام، معظم في الجاهلية وفي الإسلام، لأنه خاتمة شهور العام إنه شهر ذي الحجة الحرام، وللعشر الأوائل منه فضل وشرف عظيم، فكما شرف الله شهر رمضان بالعشر الأواخر منه وجعل فيها ليلة القدر، فقد شرف هذا الشهر بالعشر الأوائل منه وجعل فيها يوم التروية، ويوم الوقوف بعرفة، ويوم الحج الأكبر، ولذلك أقسم الله تبارك وتعالى بهذه الأيام المباركة، فقال في سورة الفجر: (والفجر، وليال عشر)، قال سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: هي عشر ذي الحجة . وقسم الله عز وجل بهذه الأيام العشر يدل على شرفها وعظيم قدها، فمعظم مناسك الحج تقام فيها، كالإحرام بالحج والعمرة، والوقوف بعرفة، ورمي جمرة العقبة، والطواف بالكعبة المشرفة، والسعي بين الصفا والمروة، ونحر الهدي والأضحية، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل أيام الدنيا أيام العشر" رواه البزار.

    عباد الله: إن كان لهذه الأيام كل هذا الفضل وكل هذه الميزات فواجب من العبد أن يقدم فيها عملا صالحا لربه عز جل، ويعمل فيها ما استطاع من الطاعات، فالعمل الصالح يشرف بشرف الزمان، كما يشرف بشرف المكان، ففي الحديث الصحيح عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ»

   ومما يستحب الإكثار منه فيه هذه الأيام كثرة الصيام أخرج أحمد رضي الله عنه عن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أنها قالت : «أربعٌ لم يكن يدَعهُنّ رسول الله : صيامُ يوم عاشوراء والعشرِ وثلاثةِ أيّام من كلّ شهر وركعتا الفجر»، ويستحب كذلك الإكثار من الإكثار من التهليل والتكبيرِ والتحميد، لما أخرجَه الطبرانيّ في الكبير بإسنادٍ جيّد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «ما مِن أيّام أعظمُ عند الله ولا أحبّ إلى الله العملُ فيهنّ من أيّام العشر، فأكثِروا فيهنّ من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير» ، قال البخاريّ في صحيحه: "كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السّوق في أيّام العشر يكبِّران، ويكبِّر الناس بتكبيرهما" 

 فهذه فرصة قد لا تتاح مرة أخرى، فاغتنموها وكونوا كالتاجر الذي ينتظر ببضاعته أوقات الرواج، ويترصد بها الأسواق التي يكون الإقبال عليها فيها كثيرا، والمواسمَ التي يكون الربح فيها وفيرا، ليغنم الكثير باليسير، ويربح الجزيل بالقليل، (أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون)

 نفعني الله واياكم بالقرآن المبين، وبحديث سيد الأولين والآخرين، وغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين 

الخطبة الثانية:

 الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله، وعلى آله ومن والاه.

 أما بعد :

 عباد الله: بمناسبة الأيام التحسيسية للنهوض بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، نذكر بأن ديننا الحنيف أولى لهذه الفئة اهتماما كبيرا، تتجلى في حث الحبيب المصطفى ﷺ أمته على الإعتناء والإهتمام بهم، وذلك بقضاء حوائجهم، وأداء حقوقهم، روى أبو داود في سننه عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «ابْغُونِي الضُّعَفَاءَ، فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ»، ومن أعظم صور اعتناء الإسلام بهذه الفئة، دمجهم في المجتمع وعدم إقصائهم، وإعطائهم الفرص للمشاركة في الحياة الاجتماعية بشكل طبيعي، ولنا في رسول الله ﷺ الأسوة الحسنة، حيث اتخذ سيدنا عبد الله ابن أم مكتوم رضي الله عنه مؤذنا، واستخلفه ليصلي بالناس وهو أعمى، ففي صحيح ابن حبان عن عائشة أم المومنين رضي الله عنها «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ اسْتَخْلَفَ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ عَلَى الْمَدِينَةِ يُصَلِّي بِالنَّاسِ».

 فاتقوا الله عباد الله، وأحسنوا إلى هذه الفئة وإلى الضعفاء من المسلمين بما استطعتم، واياكم وتحقيرهم « فالْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ» كما قال النبي ﷺ،  وأكثروا من الصلاة والسلام على شفيع الورى في الموقف العظيم، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سيدنا  محمّد وَعلى آل محمد، كما صلّيت على آل إِبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إِبراهِيم فِي الْعَالمِين، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

الختم بالدعاء ...                 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-