خطبة عن ذكرى عيد العرش المجيد

 خطبة عن ذكرى عيد العرش المجيد

خطبة عن ذكرى عيد العرش المجيد
خطبة عن ذكرى عيد العرش المجيد

خطبة عن ذكرى عيد العرش المجيد

 الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله المصطفى الكريم صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحابته أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ...

أما بعد:

  معشر المومنين والمومنات: إن لله علينا من صنائع الإحسان ما لا يافي بحصره لسان، أكرمنا بنبي الهدى والنور صلى الله عليه وسلم الذي جعله الله عز وجل رحمة للعالمين في قوله (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، وأنزل علينا كتابا جعل فيه الهداية والتوفيق لمن أراد السعادة في الدنيا والأخرة فقال سبحانه وتعالى عز وجل (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)، وأسبغ علينا بسابقة الخيرية، فقال جل في علاه (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)

 عباد الله: إن الله عز وجل أعزنا بالإسلام، وأنعم علينا في ظله بخير نظام، فاختارت العناية الإلهية الحكيمةُ الأسرة العلويةَ الشريفة لتتسلم مقالد الأمر لهذه الديار المباركة، فبايعها الشعب المغربي الأبي على الطاعة والولاء والنصرة والوفاء، بيعة شعب مسلم حر مختار، وأوثقها بميثاق سيدنا محمد ﷺ مع الصحابة الأخيار، تلك البيعة التي جاء ذِكْرها في كتاب الله الله عز وجل حين خاطب الحق عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)

 عباد الله: لقد وعد الله سبحانه وتعالى عباده المومنين الصادقين المخلصين بالنصر والتمكين والعيش في أمن واطمئنان، فقال سبحانه وتعالى  (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا)، وعلى ضوء هذه المبادئ تحتفل بلادنا في هذه الأيام بذكرى غالية، ومناسبة وطنية عزيزة، إنها ذكرى عيد العرش المجيد، التي ترمز للتلاحم والإخلاص والوفاء القائم بين العرش والشعب. 

   عباد الله: إذا رجعنا إلي تاريخ بلدنا ووطننا هذا، وجدنا أن الله سبحانه وتعالي هيأ له منذ  قرون وأجيال، رجالا وعبادا بررة، وقادة مهرة، وملوكا خيرة، استلهموا روح الإسلام في حركاتهم وسكناتهم، وراقبوا الله في سرهم و علانيتهم، وكانوا لايبخلون بأية تضحية، ولا بأي جهد في سبيل أمتهم، من أجل أن تتخطي جميع العقبات.

   ولقد اختارت العناية الإلهية الأسرة العلوية الشريفة، لتتسلم مقاليد الأمر بهذه الديار الإسلامية المباركة، فبايعها الشعب بأسره علي الطاعة والوفاء، وعلي الإخلاص في السراء والضراء، ولذلكم يحتفلون بتجديد البيعة في كل سنة، يحتفلون بذكري تربع أمير المؤمنين محمدا السادس نصره الله على عرش أسلافه الميامين، وهو نصره الله ما فتئ منذ اعتلاء العرش باذلا أقصي جهده في توحيد الكلمة، والرفع بهذه الأمة من حسن إلى أحسن، حيث يواصل بعزيمة الأبطال وقوة الشباب، مسيرة الإنجازات الإنمائية والاجتماعية والاقتصادية من أجل رفاهية شعبه وراحة رعيته، وما فتئ حفظه الله يعطي الانطلاقات للمشاريع الدينية والدنيوية. 

    عباد الله: إن ذكرى عيد العرش مناسبة لتجديد البيعة الرابطة بين الأمير والرعية، البيعة المتبادلة، بيعة من الأمير لرعيته على مزيد من أسس التنمية والتقدم والازدهار، وبيعة من الرعية للأمير على مزيد من الطاعة والولاء،  وهي مناسبة كذلك لإحياء روح التضامن والتعاون والإخاء، ومناسبة لأخذ العبر والدروس من الماضي للحاضر والمستقبل، وذلك مما دعا إليه ديننا الحنيف قال تعالي (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)

 أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، والحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية:

 الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله، وعلى آله ومن والاه، أما بعد :

 عباد الله: اتقوا الله، والزموا طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم تحشروا في زمرة الصالحين قال الله عز وجل  (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) والزموا الجماعة وطاعة أولي الأمر في المعروف، توحد صفوفكم، وتشملكم معية ربكم، روى الترمذي وقال حديث حسن صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «عليكم بالجماعة، وإياكم والفُرقة، فإن الشَّيطان مع الواحد، وهو من الأثنين أبعد، ومن أراد بُحْبُحة الجنةِ فعليه بالجماعة» 

الختم بالدعاء ...

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-