ثامن صفات عباد الرحمان (ولا يزنون) - خطبة مؤثرة

 ثامن صفات عباد الرحمان (ولا يزنون) - خطبة مؤثرة

ثامن صفات عباد الرحمان (عدم الزنا) - خطبة مؤثرة
ثامن صفات عباد الرحمان (ولا يزنون) - خطبة مؤثرة

ثامن صفات عباد الرحمان (ولا يزنون) - خطبة مؤثرة

بسم الله الرحمان الرحيم 

اقتباس من الخطبة:

  لقد حرم الإسلام الزنا واعتبره من كبائر الإثم لمصلحتنا، فالله عز وجل لا تنفعه طاعتنا ولا تضره معصيتنا، فإذا حرم الزنا فهو لتزكية الإنسان والسمو به، ولحماية إيمانه .

الخطبة الأولى:

 إِن الحمد لله، نحمده ونستعينه وَنَسْتَغْفِرهُ، ونعوذ بِاللَّه من شرور أَنْفُسنَا، وَمن سيئات أَعمالنَا، من يهده الله فَلَا مضل لَهُ، وَمن يضلل فَلَا هادي لَهُ، وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ...

أما بعد:

  معشر المومنين والمومنات: لازلنا وإياكم نعيش مع صفات عباد الرحمان المكرمين الذين يحبهم الله عز وجل ويحبونه، وقد وصفهم الله عز وجل بأنهم يتحلون بفضائل الأعمال كالتواضع، والإعراض عن الجاهلين، والصلاة باليل، والإنفاق بالإعتدال، ويتخلون عن الرذائل، ومن جملة الرذائل بل من أعظمها تخلّيهم عن الشرك بالله عز وجل، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، ثم بعدَ ذلك تخليهم عن الزنا، وهذه صفتهم الثامنة التي هي موضوعنا لهذا اليوم سائلين الله عز وجل التوفيق والسداد، قال الله عز وجل (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ)، فمن صفات عباد الرحمن أنهم أهل عفّة، يحفظون أنفسهم عمّا يُغضِبُ ربَّهم عز جلّ، لا يزنون ولا يقربون الزنى امتثالا لقول ربهم عز وجل (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) وذلكَ أنَّ الزنا لا يقع إلا ولهُ مُقدمات، فمن مقدماته إطلاقُ البصر، ومن مقدماته إطلاق السمع، ومن مقدماته إطلاقُ اللسان، ومن مقدماته إطلاقُ الجوارح، ثم بعدَ ذلك يقع المحظور، روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا الْمَشْيُ، وَالْفَمُ يَزْنِي وَزِنَاهُ الْقُبَلُ، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ،أَوْ يُكَذِّبُهُ».

 عباد الله: لقد حرم الإسلام الزنا واعتبره من كبائر الإثم لمصلحتنا، فالله عز وجل لا تنفعه طاعتنا ولا تضره معصيتنا، فإذا حرم الزنا فهو لتزكية الإنسان والسمو به، ولحماية إيمانه، فلا يكون عبدا إلا لله ، لا عبدا للغريزة، ولا عبدا للشهوة، ولأنه في حال الزنا ينزع منه الإيمان، ففي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ»، ومع حرص الإسلام على العناية بأخلاق المسلم ، فإنه يريد أن يحمي صحته، فما انتشرت الفواحش والزنا في مجتمع إلا اتنتشرت فيه الأمراض المعدية، وما انتشار هذه الأمراض التي نسمع بها كمرض فقدان المناعة إلا نتيجة انتشار الفواحش، روى ابن ماجة والحاكم رحمهما الله، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه،أ َنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا».

  إذا فالإسلام حرم الزنا لمصلحة الفرد وسلامته وسلامة المجتمع، ومن وحرم السفاح، شرع النكاح، والعفة لمن لم يستطع، قال الله عز وجل (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)، وفي الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»

 نفعني الله واياكم بالقرآن المبين، وبحديث سيد الأولين والآخرين، وغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين 

الخطبة الثانية:

  الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله، وعلى آله ومن والاه، أما بعد :

 عباد الله: جاء في صحيح البخاري عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «انْطَلَقَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَوْا المَبِيتَ إِلَى غَارٍ،فَدَخَلُوهُ فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الغَارَ، فَقَالُوا: إِنَّهُ لاَ يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلَّا أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ، فدعا الرجل الأول ببره لوالديه، فانفرج جزء من الصخرة، وقال الثاني: اللَّهُمَّ كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَأَنِّي رَاوَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَافَامْتَنَعَتْ مِنِّي، حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنْ السِّنِينَ فَجَاءَتْنِي، فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِهَا فَفَعَلَتْ، فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتْ: يَا عَبْدَ اللهِ، اتَّقِ اللهَ وَلَا تَفْتَحْ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ فَقُمْتُ، فَتَحَرَّجْتُ مِنْ الْوُقُوعِ عَلَيْهَا  فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا وَهِيَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أَعْطَيْتُهَا، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ، فانفرج جزء آخرمن الصخرة، ثم دعا آخرهم بمحافظته على حق أجير له وتنميته له، فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ، فَخَرَجُوا يَمْشُونَ»، إذا فالعفة تثمر تفريج الكرب، بل وتفضي إلى صاحبها إلى الجنة، روى البخاري عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ»

 وخير ما نجعل مسك الختام أفضل الصلاة والسلام على شفيع الورى في الموقف العظيم، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سيدنا  محمّد وَعلى آل محمد، كما صلّيت على آل إِبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إِبراهِيم فِي الْعَالمِين، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

الختم بالدعاء ...

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-