خطبة عيد الأضحى المبارك - خطبة مختصرة ومؤثرة

 خطبة عيد الأضحى المبارك

خطبة عيد الأضحى المبارك - خطبة قصيرة ومؤثرة
خطبة عيد الأضحى المبارك 


خطبة عيد الأضحى المبارك 

اقتباس من الخطبة:

 من حكم العيد ومنافعه العظمى، التواصل بين المسلمين، والتزاور، وتقارب القلوب، وإطفاء نار الحقد والحسد ...

الخطبة الأولى:

 (الله أكبر خمس مرات) الله أكبر ما حج حاج واعتمر، الله أكبر ما لبى ملب وكبر، الله أكبر ما تاب تائب واستغفر، الله أكبر ما ذبح ذابح باسم الله ونحر، الله أكبر كبيرا، والْحَمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.

 الْحَمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، نحمده على ما أولى، ونشكره على ما أسدى، وأشهد أن لا إله إلا الله العلي الأعلى، له الأسماء الحسنى، والصفات العلى، وأشهد أن سيدنا محمدا نبيه المصطفى، ورسوله المرتضى، خير من صام وصلى، وأفضل من حج وزكى، وأشرف من احتفل بالفطر والأضحى، صلي يارب وسلم عليه عدد خلقك ورضى نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك. أما بعد:

 معشر المومنين والمومنات: هذا يومٌ آخر من أيام المسلمين، وعيد من أعياد المؤمنين، إنه يوم الْحَمد والثناء، ويوم الشكر لله على الإحسان والعطاء، ويوم التضحية والفداء، يوم أشرقت فيه الشمس على الْمُسلمين وقد عمتهم الفرحة، وغمَرتْهم البهجة، وحَفَّتهم السعادة، ونزلت عليهم السكينة، وعشيتهم الرحمة، لَما أكمل لَهم ربُّهم دين الإسلام، وأتَم عليهم نعمة الإيمان، ووفَّق حُجاجهم لأداء مناسكهم فتاب عليهم وغفر ما كان منهم من الآثام .

 (الله أكبر ثلاث مرات) والعيد عباد الله : يتضمن معاني جليلة، ومقاصد عظيمة، وأولى معاني العيد في الإسلام توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة في الدعاء والخوف والرجاء والاستعاذة والاستعانة، والتوكل والرغبة والرهبة والذبح والنذر لله تبارك وتعالى، وغير ذلك من أنواع العبادة، وهذا التوحيد هو أصل الدين الذي ينبني عليه كل فرع من الشريعة، وهو تحقيق معنى لا إله إلا الله، فمن وفى بحق الله تعالى وفى الله له بوعده، تفضُّلاً منه سبحانه، روى الشيخان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً)) 

   وثاني معاني العيد تحقيق معنى شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعناه طاعته صلى الله عليه وسلم فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا نعبد الله إلا بما شرع، قال الله تعالى (قُلْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمّلَ وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلَـاغُ الْمُبِينُ) 

 (الله أكبر ثلاث مرات) أيها المومنون والمومنات: وإن من حكم العيد ومنافعه العظمى، التواصل بين المسلمين، والتزاور، وتقارب القلوب، وإطفاء نار الحقد والحسد، فالتراحم والتعاون والتعاطف صفة المؤمنين فيما بينهم، كما روى البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))، والمحبة بين المسلمين والتواد غاية عظمى من غايات الإسلام، روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟! أفشوا السلام بينكم)).

 (الله أكبر ثلاث مرات) عباد الله: إن ذبح الأضحية والتقرب بِها إلَى الله عز وجل هو أفضل أعمـال الْمسلم فِي هذا اليوم الكريم، روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنهاأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما عَمِلَ آدمي من عمل يوم النحر أحبُّ إلَى الله من إهراق الدم، وإنَّها لتأتِي يوم القيامة بقرونِها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بِمكان قبل أن يقع من الأرض، فطيبوا بِها نفسـا" 

والأضحية قربة منكم إلَى ربكم، ومغفرة لكم من ذنوبكم، فاذبَحوها مستقبلين بِها القبلة علَى اسم الله بعد صلاتكم، وذبح إمامكم، ولتطب بِها أنفسكم، واحتسبوا أجرها عند ربكم، ثُمَّ كلوا منها وأطعموا، وتَصَدَّقوا واهدوا وادَّخروا، ولا تبيعوا شيئا من أجزائها، ولا تُعْطوه أجرة للْجَزَّار، فمن فعل ذلك فقد ضيَّع أجرها، روى الْحاكم وصَحَّحه عن أبِي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من باع جلد أضحيته فلا أضحية له".

  فاتقوا الله يا عباد الله، واستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم، واحْمدوه على ما آتاكم، واشكروه علَى ما هداكم، واذبحوا أضاحيكم على اسم الله مخلصين حتى تنالوا الأجر والتواب العظيم روى الحاكم وصححه، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: "قلنا: يا رسول الله، ما هذه الأضاحي؟ قال: سنة أبيكم إبراهيم، قال: قلنا: فما لنا منها؟ قال: بكل شعرة حسنة، قلنا: يا رسول الله فالصوف؟ قـال: بكل شعرة من الصوف حسنة"

 نفعني الله واياكم بالقرآن المبين، وبحديث سيد الأولين والآخرين، وغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية:

  (الله أكبر خمس مرات) الله أكبر كبيرا، والْحَمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله، وعلى آله ومن والاه، أما بعد :

 عباد الله: إن ديننا الحنيف دين كامل وشامل أمر بالرفق في كل شيء حتى مع الحيوان، فارحموا هذه الأضاحي وأحسنوا ذبحها امتثالا لقول نبيكم صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ»

 وتجنبوا رحمكم الله حد السكين جوار الأضحية، أو ذبح أضحية جوار أختها، أو افتراس الأضحية قبل موتها فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم "عن الذبيحة أن تفرس قبل أن تموت" وقد أكد العلم الحديث أن إزالة رأس الأضحية قبل موتها يبقي في جسدها ثلاثة أرباع من الدم، والأضحية التي تترك بعد الذبح حتى تموت يكون لحمها طاهر ونظيف

فاتقوا الله يا عباد الله، واستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم، واحْمدوه على ما آتاكم، واشكروه علَى ما هداكم، واذبحوا أضاحيكم على اسم الله ثم كلوا منها وأطعموا، وتصدقوا وادخروا، وأكثروا فِي هذه الأيام الفاضلة من أعمال الْخَير والبر، صِلُوا فيها أرحامكم، وزوروا فيها أقاربكم، وترحَّموا فيها على موتاكم، وعودوا فيها مرضاكم، وأكثروا فيها من ذكر مولاكم، ولا تصوموها فإنَّ صيامها غير مشروع، روى الامام مسلم عن عَنْ نُبَيْشَةَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيامُ التشريق أيَّام أكل وشُرب، وذِكْرِ الله» 

وأكثروا من الصلاة والسلام على شفيع الورى في الموقف العظيم، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سيدنا  محمّد وَعلى آل محمد، كما صلّيت على آل إِبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إِبراهِيم فِي الْعَالمِين، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

الختم بالدعاء ...

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-