عبر وعظات العام الجديد – خطبة مؤثرة

 عبر وعظات العام الجديد – خطبة مؤثرة

عبر وعظات العام الجديد – خطبة مؤثرة
عبر وعظات العام الجديد – خطبة مؤثرة


عبر وعظات العام الجديد 

اقتباس من الخطبة:

إن العمر قليل مهما طال، والأجل قريب، ومهما طال الأمد فلكل أجل كتاب.

الخطبة الأولى:

 الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وتنال القربات، وترفع الدرجات، والصلام والسلام على أشرف الكائنات، سيدنا وحبيبنا ومولانا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين ... (المقدمة)  

 معشر المومنين والمومنات: ها نحن وإياكم نعيش أول أنفاس عامنا الهجري الجديد، نسأله سبحانه وتعالى عز وجل أن يرزقنا خيره ونصره وفتحه وبركته وهداه وأن يعيذنا من شره وشر مافيه، كما نسأله أن يتقبل أعمالنا في السنة الراحلة عنا وأن يجعلها حجة لنا لا علينا.

 عباد الله: لقد طوى عنا عام آخر بساطه وقوض خيامه وشد رحاله، كم سعد فيه من أناس، وكم شقي فيه من آخرين ؟ كم طفل قد تيتم، وكم من امرأة قد ترملت، كم من مريض قد تعافى، وكم من معافا قد مرض، أهل بيت يشيعون ميتهم، وآخرون يزفون عروسهم، دار تفرح بمولود، وأخرى تعزى بمفقود، إنه عام آخر ينظاف إلى أعمارنا ويقربنا إلى آجالنا، فالكيس من يتفكر في اختلاف الليل والنهار وانصرام الأيام والشهور والأعوام ويوقن بأن هذه الدنيا ليست بدار قرار، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: « كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل»، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: «إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك» أخرجه البخاري.

 عباد الله: إن العمر قليل مهما طال، والأجل قريب، ومهما طال الأمد فلكل أجل كتاب، قيل لنوح عليه السلام ،وقد لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما: كيف رأيت هذه الدنيا؟فقال: كداخل من باب وخارج من آخر، فيا من قد بقي من عمره القليل، ولا يدري متى يقع الرحيل، يا من تُعد عليه أنفاسه استدركها، يا من ستفوت أيامه أدركها، نفسك أعزُّ ما عليك فلا تهلكها، فعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل الناس يغدو، فبائعٌ نفسه فمعتقها أو موبقها» رواه مسلم.

 عباد الله: إن خير ما نتواصى به ونحن نستقبل هذه السنة الجديدة تقوى الله وطاعته، والتعاون على احتطاب الزاد الكافي، والإستكثار في ما بقي من أعمارنا من الحسنات وتدارك ما مضى من الهفوات، والمبادرة إلى فرص الأوقات قبل أن يفاجئنا هادم اللذات عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يعظ رجلاً ويقول له: «اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» أخرجه الحاكم.

 فلنبادرإلى  التوبة ولنحذر التسويف، ولنصلح من قلبوبنا ما فسد، ولنكن من أجالنا على رصد، فقد أزف الرحيل، والعمر أمانة، سيُسأل عنه المرء يوم القيامة، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزول قدما ابن ادم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم»،  رواه الترمذي، ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (ما ندمتُ على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي).

 عباد الله: لقد طويت صفحات بخيرها وشرّها إلى غير رجعة حتى يوم الدين، ربح فيها من ربح، وخسر فيها من خسر، والمومن اللبيب هو الذي يراجع ويحاسب نفسه ويقومها استعدادا للقاء الله، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية)ـ هذا باب التوبة مفتوح، وقوافل التائبين تغدو وتروح، فالبدار البدار إلى توبة نصوح، قبل فوات الأوان ،عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها» أخرجه مسلم

 نفعني الله واياكم بالقرآن المبين، وبحديث سيد الأولين والآخرين، وغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. 

الخطبة الثانية:

 الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله، وعلى آله ومن والاه، أما بعد :

  عباد الله: إن الأيام تُطوى، والأعمار تَفنى، والأبدان تَبلى، والسعيد من طال عمره وحسن عمله، والشقي من طال عمره وساء عمله، فعن أبي بكرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله، أي الناس خير؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من طال عمره وحسن عمله»، قال: فأي الناس شر؟ قال صلى الله عليه وسلم : «من طال عمره وساء عمله»   فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل، والأعمال بالخواتيم، والمرء يموت على ما عاش عليه، ويُبعث على ما مات عليه. فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يُبعث كل عبد على ما مات عليه» أخرجه مسلم:

الختم بالدعاء ...

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-