رمضان فرصة العمر - خطبة مؤثرة


رمضان فرصة العمر - خطبة مؤثرة

بسم الله الرحمان الرحيم

رمضان فرصة العمر فلا تضيعها

 إِن الحمد لله، نحمده ونستعينه وَنَسْتَغْفِرهُ، ونعوذ بِاللَّه من شرور أَنْفُسنَا، وَمن سيئات أَعمالنَا، من يهده الله فَلَا مضل لَهُ، وَمن يضلل فَلَا هادي لَهُ، وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ...
 أما بعد:
 معشر المومنين: إن الله سبحانه وتعالى شرف هذه الأمة على سائر الأمم، فجعلها خير أمة أخرجت للناس، وأرسل إليها أفضل الرسل، وأنزل إليها أفضل الكتب، وشرع لها خير شرائع الدين، وجعل لها مواسم خيرات تضاعف فيها الحسنات، خصها بها دون سائر الأمم، ومن ذلك هذا الموسم العظيم الذي نحن في رحابه، هذا الضيف الكريم، العزيز على قلوب المومنين، إنه شهر رمضان المبارك، الذي كان حبيبنا المصطفى ﷺ يبشر أصحابه رضوان الله عليهم بمقدمه، روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا، فَقَدْ حُرِمَ»
 عباد الله: هذا الشهر الكريم يُقبل فيه المومنون على الله عز وجل بالتوبة والإنابة، أكثر من اقبالهم في غيره من الشهور، لأنهم يعلمون أنه فرصة قد لا تتكرر، فكثير من الذين ينتظرونه الآن لا يأتي رمضان إلا وهم تحت التراب، قد قدِموا إلى ما قدَّموا، وانقطعت أعمالهم من رمضان وغيره من مواسم الخيرات، وانتقلوا من هذه الدار التي هي دار العمل، إلى الدار الأخرى التي هي دار الجزاء، وإذا مات ابن آدم فقد قامت قيامته، والقبر أول منازل الآخرة، وهو أعظم من كل ما قبله، وأعظم منه كل ما بعده، ليلتان لم تشهدِ الخلائق مثلهما، ليلةَ يبيت مع الموتى ولم يبِت معهم قبلها، وليلةٌ صبيحتا يومُ القيامة، (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)، ثم بعد ذلك كثير من الذين يدركونه لا يعود إليهم رمضانُ أبدا، فهي فرصة ثمينة لمن وفقه الله عز وجل وأدرك رمضان، أن يقبل على مولاه عز وجل بالتوبة النصوح المكفرة لما مضى، وأن يصومه ويقومه إيمانا واحسابا، إيمانا بالله ورسوله ﷺ واحتسابا لموعود الله عز وجل، فإن ذلك مكفر لسيئاته كما صح عن النبي ﷺ أنه قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» وقال كذلك: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»
 نفعني الله واياكم بالقرآن المبين، وبحديث سيد الأولين والآخرين، وغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية:

 الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله، وعلى آله ومن والاه، أما بعد :
 عباد الله: إذا كان لرمضان كل هذا الفضل الكبير، والأجر العظيم، فإن ضياع الوقت فيه في التفاهات، وأمام الشاشات، خسارة وأي خسارة، ولذلك نبهنا وحذرنا حبينا المصطفى ﷺ وهو الحريص علينا، من ضياع هذا الشهر في شهوة وغفلة، أخرج الطبراني والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: " احْضُرُوا الْمِنْبَرَ " فَحَضَرْنَا، فَلَمَّا ارْتَقَى دَرَجَةً قَالَ: " آمِينَ "، فَلَمَّا ارْتَقَى الدَّرَجَةَ الثَّانِيَةَ قَالَ: " آمِينَ "، فَلَمَّا ارْتَقَى الدَّرَجَةَ الثَّالِثَةَ قَالَ: " آمِينَ "، فَلَمَّا فَرَغَ نَزَلَ مِنَ الْمِنْبَرِ قَالَ: فَقُلْنَا له يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ سَمِعْنَا الْيَوْمَ مِنْكَ شَيْئًا لَمْ نَكُنْ نَسْمَعُهُ قَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامِ عَرْضَ لِي فَقَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَقُلْتُ: آمِينَ فَلَمَّا رَقِيتُ الثَّانِيَةَ قَالَ: بَعُدَ مَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَقُلْتُ: آمِينَ، فَلَمَّا رَقِيتُ الثَّالِثَةَ قَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ الْكِبَرَ عِنْدَهُ أَوْ أَحَدُهُمَا، فلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ - أَظُنُّهُ قَالَ - فَقُلْتُ: آمِينَ "
الختم بالدعاء ...
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-