خطبة مؤثرة عن فضل الدعاء


 خطبة مؤثرة حول فضل الدعاء
بسم الله الرحمان الرحيم

خطبة مؤثرة عن فضل الدعاء

 الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وتنال القربات، وترفع الدرجات، والصلاة والسلام على أشرف الكائنات، سيدنا وحبيبنا ومولانا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين ... (المقدمة) أما بعد: 
 معشر المومنين والمومنات: يقول ربنا عز وجل في كتابه العزيز(وقال ربكم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)، في هذه الآية الكريمة بيان بأن الدعاء عبادة،بل هو مُخ العبادة وصميمها،أخرج الترمذي عنأنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : «الدُّعاءُ مُخُّ العبادةِ» وفي رواية النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدعاء هو العبادة»
 والمستكبر عن الدعاء مستكبر عن العبادة،فالله جلت عظمته فائضُ الكرم رحيمٌ بالخلق يحب من يدعوه ويغضب على من لا يدعوه كما جاء في الحديثالذي رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيصلى الله عليه وسلم قال:«مَنْ لَمْ يَسْألِ اللهَ يَغضَبْ عليه»، وقال الله عز وجل (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ)
 ولا يَأْلو حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ينوِّع لنا أساليبالترغيب في الدعاء والترهيب من الاستكبارعنه،ذلك أن من طبعناالبشري أن لا نرى العطاءآتيا إلا من الأسباب الملموسة الـمُحسوسة،ونغفل عنخالق الأسباب سبحانهُ،أخرج الترمذي والإمام أحمدوغيرهما بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنهأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس شيءٌ أكرَمَ على الله من الدعاء». 
عباد الله:لقد اختار المولى سبحانه وتعالى لعباده السائلين أفضل الأحوال،فإما يعجِّلُ العطِية المطلوبة، وإما يعوض السائلين ما هو خير منها وأحسن، ممَّا ينفعهم في الدنيا والآخرة،روى الترمذي والإمام أحمد بسند صحيح عن عُبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ما على الأرض مسلم يَدْعُو الله بدعوة إلا آتَاهُ الله إياها،أو صَرف عنه من السُّوء مثلَها، ما لم يَدْعُ بإثم أو قَطيعةِ رحم ، فقال رجل من القوم : إذا نُكْثِرُ ، قال : الله أكثرُ»، وروى الترمذي بسند صحيح عن جابر رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال : «ما من عبد مسلم يدعو بدعاء،إلا آتاه الله ما سأل،أو ادَّخَرَ له في الآخرة خيرا منه،أو كَفَّ عنه من السُّوءِ مِثْلَه،ما لم يَدْعُ بإثم أو قَطيعةِ رَحِم» 
 والدعاء سبيل لتحيق المعية الربانية والعناية الإلهية؛ أخرج الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي وأنا معه إذا دعاني»
 والله تعالى حيي كريم جواد؛ لا يغفل سؤال سائل ولا يهمل دعوة داع إذا أخلص التضرع والتوجه للمولى سبحانه، وتعفف في المطعم والمشرب؛ وتحرى الحلال في معاملاته،أخرج الإمام أحمد والترمذيعَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِىِّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَيِىٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِى إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ »
 اللهم اجعلنا من عبادك المتضرعين اليه آناء الليل وأطراف النهار، والمخلصين في دعواتهم، وأكرمنا بما تكرم به عبادك الصالحين.
 نفعني الله واياكم بالقرآن المبين، وبحديث سيد الأولين والآخرين، وغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

الخطبة الثانية:

 الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله، وعلى آله ومن والاه، أما بعد :
عباد الله :إنمن كرم المولى عز وجل أنه يَعْرِضُ علينا فضله كل ليلة،فلا ينال من ذلك الفضل إلا الأيقاظ الذاكرون الداعون،روى الشيخان عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِى فَأَسْتَجِيبَ لَهُ وَمَنْ يَسْأَلُنِى فَأُعْطِيَهُ وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِى فَأَغْفِرَ لَهُ » 
 أنعم به من رب كريم عظيم ينزل للعباد، ياحسرة على العباد، ناموا ومنادي الفلاح لا ينام! ويتجلى غضب الله يوم القيامةعلى من لا يدعوه في الدنيا، يوم القيامة يقول جل جلاله: "أنا الملك ! أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟". فمن يكون بمنجاة من ذلك الغضب إلاّ المؤمنون والمؤمنات المتزلِّفون إلى الله، الداعون المتقربون في ظلمات الليل الدنيوي حين ينام الغافلون؟
 اللهم لا تحرمنا لذة مناجاتك، واجعل لنا خظا من الليل للتضرع اليك ...
الختم بالدعاء ...
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-