خطبة عن الايمان بالفيب وخطر الالحاد

 فمن كان يومن بالغيب يعلم يقينا أن الرزاق والمعطي والمانع هو الله عز وجل، فيأخذ بالأسباب لأنه مأمور بها.
بسم الله الرحمان الرحيم

خطبة جمعة حول الإيمان بالغيب وخطر الإلحاد 

الخطبة الأولى: 

  إن الحمد لله، نستعينه ......... (المقدمة) ، أما بعد: 
  معشر المومنين والمومنات : يقول الله جل وعلا: (أَلَٓمِّٓ ذَٰلِكَ اَ۬لْكِتَٰبُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِّلْمُتَّقِينَ اَ۬لذِينَ يُومِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ اَ۬لصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ) 
  عباد الله: إن عقيدة المسلم قائمة على الإيمان الكامل، الذي بينه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لما سأله أمين الوحي جبريل عليه السلام قائلا «أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ»، فأجاب صلى الله عليه وسلم: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»، وفي رواية: «الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»
  إذا فمن أعظم أركان الإيمان الإيمان بالغيبيات التي أخبر عنها ربنا عز وجل ونبيه صلى الله عليه وسلم، وإلى هذا ظل يدعوا حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث ربط الإيمان بالغيب بالعمل والصالح، فقال كما في الصحيحين: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» 
  عباد الله: إن المسلم حينما يحضر هذا الحال في قلبه، بكثرة ذكر الله عز وجل والأعمال الصالحة، تتولد في قلبه شعلة اليقين في ربه، قال الله عز وجل تتمة للآيات التي افتتحنا بها الخطبة (وَالذِينَ يُومِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالَاخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدىً مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ اُ۬لْمُفْلِحُونَ)، وأهل الإيمان بالغيب هم أهل التوكل على الله حق التوكل (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)، فمن كان يومن بالغيب يعلم يقينا أن الرزاق والمعطي والمانع هو الله عز وجل، فيأخذ بالأسباب لأنه مأمور بها، ولكن قلبه متجرد منها، ولما قل إيماننا بالغيب، قل يقيننا وتوكلنا على الله عز وجل، فصار يقيننا في المال،كم معك من مال، ترى في نفسك الطمأنينة وغيرك يرى فيك الأمان، كم معك من قوة من نفوذ، من علاقات من أشخاص يدعمونك، هذه كلها أسباب مادية، تعلقت بها قلوب الكثير إلا من رحم الله عز وجل، لم يأمرنا ربنا عز وجل أن نتخلى عن الأسباب المادية، ولكن أن نتعاطى معها بقدر، لأن القلب إذا تعلق بالماديات، ضعف تعلقه بالغيبيات، فقد تحدث المرء عن الموت والقبر، والإستعداد للقاء الله عز وجل، وعن الجنة ونعيمها، والنار وأهوالها، فلا يلقي لك بال لأنه لا يرى أمامه إلا الماديات المحسوسات، يرى الدنيا وملذاتها، هذا حال ضعفاء الإيمان بالغيب، أما أهل اليقين في الغيب وفيما عند الله عز وجل، يرون بأعين قلوبهم وبصائرهم ما لا يرون بأعين رءوسهم، روى البزار عن أنس والطبراني عن الحارث بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل حارثة: «كيف أصبحت يا حارثة؟» قال: «أصبحت مؤمنا حقا! قال صلى الله عليه وسلم: «انْظُرْ مَا تَقُولُ؟ فَإِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةً، فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكَ؟» فَقَالَ: « قَدْ عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا، وَأَسْهَرْتُ لِذَلِكَ لِيَلِي، وَاطْمَأَنَّ نَهَارِي، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي بَارِزًا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ النَّارِ يَتَضَاغَوْنَ فِيهَا». قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عبد نوَّر الله قلبَه! قد عرفت يا حارثة فالزم!" 
  أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، والحمد لله رب العالمين. 

الخطبة الثانية: 

  الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله، وعلى آله ومن والاه، أما بعد : 
  عباد الله: لقد ظهرت في الآونة الأخيرة فئة من مرضى القلوب،الذي يستغلون أحوال الأمة الجريحة، والحملات الإعلامية على الإسلام المسلمين، والحملات على القرآن الكريم، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليبثوا سموم الإلحاد التشكيك في الغيب بل وفي الله عز وجل، خاصة في صفوف الشباب، والإنسان بفطرته التي أودعها الله فيه، لا يشك في وجود الإله الواحد الفرد الصمد، وهذه الشرذمة من الناس لا تخفى على الله عز وجل والله يهمل ولا يمهل، قال الله عز وجل: (اِنَّ اَ۬لذِينَ يُلْحِدُونَ فِےٓ ءَايَٰتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَآ)، وقال عز جل موصيا عباده باعتزال هذه الفئة: (وَلِلهِ اِ۬لَاسْمَآءُ اُ۬لْحُسْن۪ىٰ فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ اُ۬لذِينَ يُلْحِدُونَ فِےٓ أَسْمَٰٓئِهِۦ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)
  فاحرصوا رحمكم الله على عقائدكم وإيمانكم واحرصوا على أبنائكم، واختاروا لهم الصحبة الصالحة التي تعينهم في دينهم ودنياهم، فالصاحب ساحب، والمرءُ إنما توزن أخلاقه وتُعرف شمائله بأصحابه، روى أبو داود رحمه الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه وأرضاه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ» 
الختم بالدعاء ...
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-